سطيف (الجزائر) تغطية: أ.حداد
تتواصل بقاعة دار الثقافة هواري بومدين بسطيف فعاليات المهرجان الدولي للسماع الصوفي في طبعته السادسة، حيث كان الجمهور عشية أمس الثلاثاء على موعد مع ابداع صوفي مميز وروحاني راقي من جنسية اسبانية جزائرية تفاعل معه الجمهور كثيرا وسفق له طويلا.
أول عمل فني انطلق به اليوم الثاني للمهرجان كان من تنشيط فرقة “بوريزو” الاسبانية والتي يقودها المايسترو ” بيدرو” الذي تبنى اسم ” زكرياء” بعد دخوله إلى الاسلام، وقد فاجأ فنانوا هذه الفرقة الصوفية بآدائهم الطابع الصوفي بطريقة مميزة امتزجت فيه الروحانية بالإيقاع الاسباني والعربي الاسلامي بموسيقته الهادئة مرددين أدعية وآيات قرآنية ما جعل الجمهور يندمج وينغمس في جو روحاني صوفي نقي، مع اضافة بعض التنوعيات والألوان السماعية المؤداة باستخدام آلات القيتار والطبل والكمان أضافة إلى الناي، بعد عرض الاسبانيين تم فسح الركح للفرق الجزائرية لتطرب الجمهور الغفير بالقاعة بسماعيات من التراث الجزائري مع فرقة الأقصى من العاصمة الجزائرية وفرقة الأجيال الصاعدة من غرداية.
محافظ المهرجان السيد ادريس بوديبة وفي انطباعه حول سير الطبعة السادسة من المهرجان في يومها الثاني عبر عن ارتياحه وسعادته لمستوى المهرجان الذي بات حسبه يندرج ضمن الأجندة الثابتة في يوميات الجمهور سطيف، معبرا عن ارتياحه للبوادر الأولى التي تأكد أن الطبعة ناجحة، ومؤكدا أن كل طبعة تعرف تطور نوعي سواء على المستوى التنظيمي أو الفني، فلم تكتفي حسبه محافظة المهرجان بالصوتيات والسماع فحسب بل نظمت على الهامش محاضرات علمية وأكاديمية لمعالجة مختلف الجوانب الفكرية المتعلق بالسماع الصوفي أهمها مرتبطة بماهية التصوف والقضايا الفلسفية المثيرة للجدل ، وأضاف محافظ المهرجان أن الطبعة السادسة تميزت باحتضانها لمعرض للصور تحتوي على لمسة فنية جمالية وسط فضاء دار الثقافة، ونوه محافظ المهرجان بكون السماع الصوفي بدأ يستقطب معجبين من مختلف الأعمار، حيث بدأ الناس يتعرفون عليه، وهذا الفن الراقي عبارة عن استراحة روحية للانسان يستعد من خلالها راحته ويتصالح مع ذاته ونفسه ويحلق في هذه الأجواء الجميلة من الشعر الإسلامي العربي.
