مجتمـع

الشيخوخة إهمال عائلي ورسمي بامتياز

آلاف العجزة يقارعون مصيرهم المجهول، حملوا ثقل أعوامهم الغابرة وتشرّدوا على عتبات المنازل ومداخل الأبنية، فاتخذوا من الطرق والأرصفة ملاجئ لهم يحتمون من حرّ الطقس أو البرد، يحملون فراشهم وأثاثهم وأغراضهم الخاصة على أكتافهم، ويتنقلون من شارع إلى آخر، بعد سماع الإهانات والشتائم وطردهم وإبعادهم، فأصبحت مشاهد هؤلاء العجزة مؤلمة وحزينة، ومع ذلك اعتدنا عليها.
هم ضحايا التجاهل والتهميش والإهمال، يتركون في الشوارع والأزقة، فلا معيل ولا رعاية.
معاناة كبار السن ليست فقط في الطرق، بل أيضا في بعض أماكن الرعاية التي لا تمت بصلة إلى الرعاية الحقيقية، فبعض المأوى عار علينا، تسود فيها الشتائم والضرب والتجويع والتعذيب النفسي، فأصبحت كأنها سجن، حيث يمارس فيها العنف من دون رقابة، يعانون سوء الإدارة وسوء المعاملة ويتحدّثون بمرارة عن الطعام الذي لا تأكله إلا القطط، وعدم إعطاء الدواء المطلوب والاستحمام بالمياه الباردة، إضافة إلى المعاناة النفسية لهم، إذ يتعرضون للشتائم وأحيانا للضرب.
مع ذلك، تعاني أغلب دور العجزة نقصا في الأماكن وفي الحاجات والكادر البشري، ناهيك عن عدم إقرار قانون ضمان الشيخوخة، هم الآن عرضة للتسوّل وطلب الحاجة من الآخرين وعلى أبواب المستشفيات. والسياسيون يعطّلون جلسات مجلس النواب إلا للتمديد لأنفسهم، ويتقاذفون الاتهامات وتحمّل المسؤوليات من دون النية لإقرار هذا المشروع أو أي مشروع آخر ينهي معاناة المواطنين.
يتعرض المسنون إلى مشكلات اجتماعية وإنسانية صعبة، إذ يعتبرهم المجتمع عالة عليه، فيشعرون بالانعزال والاضطهاد والإهمال، وخصوصا أننا نفتقر إلى سياسة واضحة فيما يتعلق بتأمين الدخل والحماية والرعاية لكبار السن، فمتى سيتم دمج قضايا المسنين مع القضايا السياسية الأخرى؟، وبالتالي، هل سيشقّ قانون ضمان الشيخوخة والتقاعد طريقه إلى التنفيذ قريبا؟

سرمد

القلم الذي لا يحمل هموم المظلومين وجوع الفقراء وأنين الوطن لا يصلح للكتابة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق