عقول في إجازة!

مجتمـع

Loading

إن تفشي ظاهرة الدجل والشعوذة لا تخص طبقة معينة، حيث لوحظ في الآونة الأخيرة جرائم شاذة وغريبة، أعتقد أنها صنعة شيطانية تقصد تفريغ الفكر وتقزيم العقل، وآفة تضرب بنيات المجتمع، مستغلة أصحاب القلوب المريضة الذين ضاقت بهم السبل فلجأوا إلى أوكار الدجالين بحثا عن حلول سحرية ووهمية لمشاكلهم.
الغريب إن هذا الإطار اتسع ليدخل البيوت ويكرّس الظاهرة ويتدخل في أدق الشؤون الأسرية وتفاصيل وخصوصيات العائلة. في الحب والزواج وفي العلاقة مع الأم وأولادها.. وكثيرا ما نلوم الانحطاط في المستوى، للبعض في الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء، والغريب إن البعض يرسل قصة حياته للمحطة المرئية التي تعطي مساحة واسعة للبصارة لتقدم له نصائحها والتي قد تدمره أكثر مما تنفعه؟
أصبح قتل الأبناء من طرف أقرب المقربين بأمر قوى مجهولة تغيّب العقل، وأحيانا يتسبب السحر والعياذ بالله، في التفريق بين الناس ويوقعهم في ما لا تحمد عقباه.. إن المنطق يقول، إنه إذا خفيت الحقائق تحكمت الأوهام، وإن الإنسان الذي يتوجه إلى السحر، أراد أن يستقيل من المنطق والعمل بحلول جاهزة معلّبة يسعى لإقناع نفسه بها!
إن توسع الظاهرة رهن المجتمعات التي تتراجع فيها الجوانب الاجتماعية والعلاقات الإنسانية وهي تترك آثاراً سلبية على المجتمع لسببين، فهي تشجع من يقوم بهذا العمل على خلق سلوك تواكلي يؤدي إلى تغيب العقل وتحمّل المسؤولية للجان أو الشياطين، مع الاستسلام تماما وهذا خطير عندما يعمم على المجتمع، لأنه سيكون متآكلا متهالكا لا مكانة له بين الأمم المتحضرة ويمكن أن يفعل به أي شيء!
فقد أصبح سفك دماء الأطفال وقتل الشيوخ والمقربين، شبه عمل يومي، وينسب الجرم إلى قوى مجهولة، وتصنف القضية ضد مجهول.. إنها عقول في إجازة! وهنا يكمن دور الإعلاميين الذين هم منارة الحق ومشاعل تضيء دروب الحياة، وهم في أغلب الظن لا يضنون بعملهم على أ

اترك تعليق