
الصورة الشعرية في قصيدة (شكرا للنقال) للشاعر العراقي حسين عوفي البابلي.
إنَّ من معايير الإجادة الشعرية هو جودة الصورة الشعرية ولا تكاد تخلو قصيدة من صورة شعرية نجدها في بيت أو عدة أبيات لكن جودتها تختلف حسب إمكانية الشاعر وخبرته في خلق تلك الصورة أو عدة صور في القصيدة الواحدة وهنا تكمن جمالية القصيدة يقول الجاحظ ((إنّما الشعر صناعة وضرب من النسيج وجنس من التصوير)(1) وقبل الولوج في الدراسة لابد من معرفة ما المقصود بالصورة الشعرية ولعل أبرز تعريف لها هو(رسم قوامه الكلمات المشحونة بالعاطفة والإحساس)(2) معتمدة علم البيان في البلاغة متكونة من اللغة والعاطفة والخيال وهذه المكونات في القصيدة جاءت بما يتناسب مع موضوعها فاللغة سلسة بألفاظها الرقيقة تهدر بالعاطفة والاحساس منبثقة من خيال الشاعر .
وبعد أن عرفنا مفهوم الصورة الشعرية ومكوناتها سنرفع اشرعتنا لنبحر في تبيان أنواعها في قصيدة الشاعر وهي كالآتي:
1-صورة كلية : وهي مستمدة من موضوع القصيدة من حلاوة الحب ولوعته وما تخلل ذلك من كلمات دالة عليه مثل(يسكر-خمر-مشاعري-شغاف-حسرة-اشعلت-نار-شوق-دمع-وجد ..الخ)
2-صورة جزئية :ومن أمثلتها(الثغر نهر-نار الوجد-سمعي يسكر-حنينها يتبختر-كوتني حسرة)
3- صورة مركبة : ومن أمثلتها(نبضة جذلى تكفلها البطين الايسر)
4-صورة مركبة متداخلة :ومن أمثلتها (لكنها كنبضة جذلى)
5-صورة ممتدة :ومن أمثلتها(والثغر نهر راح يجري عذبه شهدا )
6-صورة مبتكرة :ومن أمثلتها(والله لو ضحكت تبلج مسرح ومشاعري لأدائها تتجمهر)
7-صورة تناصية :ومن أمثلتها(لكن لي طمع يفوق زليخة لأقد شهدا من لماك وأعصر)
8-انزياح :ومن أمثلته دلالي(مشاعري تتجمهر ) تركيبي(غصن حلمي ينحر)
أمّا وظيفة الصور الشعرية في القصيدة فتأرجحت ما بين الجمالية والانفعالية والتخيلية
وبعد هذه الدراسة المُبسطة نورد بعض أبيات من مطلع القصيدة (3)
لو هاتفتني راح سمعي يسكرُ وشذا الحروف مدى النسائم ينثرُ
من غير ما خمر يُداف بشهدها ماء الكروم وفي عروقي يزهرُ
والله لو ضحكت تبلج مسرحٌ ومشاعري لأدائــــــــــها تتجمهرُ
1-كتاب الحيوان-الجاحظ
2-سيسل دي لويس-الصورة الشعرية
3-ديوان الف قصيدة -حسين عوفي البابلي
من إعداد /الأستاذ القدير محمد الطائي