افتراضية

أرشيف

Loading

 

لطالما كان يقول لها أنت مجرد افتراضية بقدر ما كانت تنزعج من ذلك اللفظ و تستثقل مزحته العابثة تعزف عن مجادلته ظنا منها أنه ليس من المعقول أن لا يصله صدق شعورها، في العمق كان النزيف حادا يحدث بداخلها طوفان جارف .
كان قضيتها الأولى وشغلها الشاغل يقتسم معها لحظاتها بل ﭢكبر جزء من يومياتها لم تراه يوما طيفا يسكن صوته من خلف شاشة هاتفها، بالنسبة لها كان أهم شيء هو راحة باله ولو على حساب فرحها .
في النهاية وجد نفسه أين وضعها وانطفأ مع الضوء الأخضر الذي زعم أنه الشيء الوحيد الذي يربط بينهما.
وبدأ يتلاشى من داخلها تدريجيا ، لم يكن يعلم أنه أهداها بنفسه فرصة اقتلاعه من عمقها وهو من كان يحسب أن الغياب سيجعلها رهينة للذكريات لتعيش على أمل عودته، لكنه أهداها نسيانا داخل علبة فاخرة جعلت منه قلادة تجمل صدرها، فتحت ذراعيها لتعانق الواقع والحاضر وتتأمل في مستقبل خال من الوجع .
مكنها من كسر مرآة وقفت أمامها لسنوات لم تكن أبدا تشبهها، بات بإمكانها أن تتعرف على نفسها بدونها

بقلم الكاتبة الجزائرية / صفاء رحال

 

اترك تعليق