المولد النبوي الشريف ليس يوم تفاهة حتى تُحشرفيه كل التفا هات، بل هو يوم عظيم للعظماء

مجتمـع

Loading

سينبثق النور على موعد مع مَلك يأخذ مفاتيح الجنة فيفتحها باباً باباً، ويرسل من ذلك المكان الأنقى نبا ريس التقوى وفوانيس السلام. ويقدم مولد محمد بماءٍ من الفردوس لتتوضأ منه الطبيعة الساحرة وتغتسل به الإنسانية المتسخة بالظلم والاستبداد والاستعباد،ولتسمو بذلك الماء الطاهر الأرواحُ البشرية التي طالما رتعت في الأوحال حتى نسيت المرعى. سيشهد فجر مولد رسول الله ملائكة ينزلون من السماء وملائكة يمشون على الأرض وطيور تغرد بالتسبيح وجبال تتهادى من الخضوع ونفوس تترنم بالخشوع ونسيم يسمو بالنفوس و ورد كرائحة الفردوس. والقلوب مع هذه الطلائع بين مسترشد وضائع، وشوق وشوك، وأمل وألم، وانفتاح وانقباض وجزر ومد.فهو مولد خير خلق الله محمد الصادق الأمين شوق وتوق، وإرادة وعبادة، ورحلة في صيانة وصياغة النفس الشرود،فكم من قلوب تهفو إلى أن تكتحل عينها برؤية خير خلق الله محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم، وكم من نفوس تصفوا وتحلوا، وأخلاق راقية تجلوا حينما تتعطر السماء بريح الجنة. ولكم انتظرته البشرية ليخلصها من أدرانها التي أفسدت معانيها ومبانيها وجعلت المعروف منكراً والمنكر معروفاً. وهو اشتياق إلى الارتواء من الدمع النقي الخالص من شوائب التكلف والتزلف والتطرف. ويقود هذا الشوقُ الأقدامَ إلى الإقدام على أعمال لم تعهدها النفس أيام سالفة وليالي حالكة كالبر والإحسان والصدقة وترميم جسور المودة، وإرسال خيوط المحبة وغرس الإخاء للجيران والأقرباء،إنه مولد سيد الخلق محمد، ومع هذا وذاك، تبقى ليلة مولد خير البشرية مشعة كالشمس، وسماء تظل كل نفس، ، بل تتمدد كأنها سحابة أمرت أن تمطر على الأرض الجرز فتخرج منه حُباً متراكبا، و مولد رسول الحق هو إذا ابتسامة السماء للأرض، ونجومه مرآة لأناس من الأرض. فهي ليلة لا تتغير النفوس الصغيرة فيها فحسب، بل تتغير مجريات في الكون والدنيا والآخرة، فهو ليس زمن تفاهة حتى تُحشر كل التفا هات فيه، بل هو زمن عظيم للعظماء .

اترك تعليق