ميلاد الصحافة الالكترونية ومذبحة الصحافة الورقية؟

الجزائر

Loading

مذبحة تاريخية تتعرض لها الصحافة المكتوبة التي سيطرت على الرأي العام المحلي والعالمي طيلة 300 سنة، و هل مِـن سبيل لإنقاذ الصحف الورقية فعلا؟هذا على الأرجـح سيكون الشِـعار الرئيسي الذي سيـرفع في كل أنحاء العالم من الآن وحتى عقدين من الزمن على الأقل وفي كل مناسبة ، إلى أن يقضي الله أمرا كان مقضـيا، الامرلا يتعلـق فقط بمصير الحِـبر والورق والمطابع وغُـرف التحرير، بل أيضا بمصير الديمقراطية والحريات.
لقد قيل الكثير وكتب الكثير عن أسباب الأزمة الكـبرى الراهنة للصحف الورقية، وكلها ركـزت على دور الفضائيات والإنترنت في دفْـع الصحف إلى الى هذه المذبحة بعض هذا التبرير صحيح، لكن ليس كله، فالأزمة في الواقع بدأت (في أمريكا على الأقل، حيث التجربة الأهَـم في تطور الصحافة الالكترونية خلال السبعينيات، حين بدأ نظام اقتصادي جديد يطل برأسه نظام رقمي يتِـم فيه تداول ملاير الدولارات يوميا على الشبكة وينتقل فيه مركز الثـقل من الاقتصاد الصناعي التقليدي إلى اقتصاد الصناعات التكنولوجية المتطورة من كومبيوتر واتصالات لحظية تكنولوجيا وأسواق مال افتراضية.
من هنا كان ميلاد الصحافة الالكترونية ومذبحة الصحافة الورقية؟
وهكذا، وبين ليلة وضـحاها، لم يعـد منجم الذّهب الذي كانت تتمتع به الصحف الورقية منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى أواخر القرن العشرين بالنسبة لرجال الأعمال والمعلنين، بصفتها الوسيلة الرئيسية للوصول إلى قلوب المُـستهلكين وجيوبهم، بعد أن بدأت تظهَـر وسائل أسرع وأرخص لغسل عقول المستهلكين واستِـنزاف جيوبهم،حيث بدأت تتوالى الأنباء عن الاختناق المالي، الذي تعيشه الصحف الورقية بسبب تقلّـص كل من موارد الإعلانات التي تتغذى منها وأعداد القراء الذين كانت تعتمِـد عليهم، لجذْب الإعلانات إن عدد قراء الصحف في الجزائر وحدها تقلص بحوالي 70% خلال المدة الأخيرة،
والاتجاه إلى الوافد الجديد أي الإعلام الالكتروني ، أين الصحفيون في أغلب البلدان العربية يعاني من الرقابة والإزعاج وتدني الأجور، إضافة إلى العمل في أوضاع صعبة في بلدان النزاعات مثلما هو الحال في ليبيا و سوريا واليمن،
ويمثل هاجس حبس الصحفيين ابرز ما يعوق أداء الصحفيين في ما يتعلق بعديد المواضيع إذا الصحافة الورقية تتعرض لمذبحة تارخية وزوال ابدي .

اترك تعليق