عيسات إيدير… شهيد الحركة العمالية بالجزائر

ثقافة

Loading

عيسات إيدير صوت العمال ونبض النضال هو من الشخصيات النادرة التي لازمتها صفة الثورية والنضال طوال حياته، فبعد تخرجه من مدرجات الجامعة في تونس ثم خوضه غمار الخدمة الوطنية الى مشاركته في الحرب العالمية الثانية.

بدأ حياته المهنية سنة 1944 موظفا بمصنع في مجال الطيران وبفضل كفاءته تمت ترقيته إلى رئيس قسم المراقبة الإدارية، ومن هذا الوسط العمالي بدأت تظهر ميوله النقابية وسط دفاعه المستميت عن مصالح العمال الجزائريين.

بدأت تنضج لديه فكرة تأسيس منظمة نقابية جزائرية، ما أثار عداوة النقابات الفرنسية فأخذت تسعى لإبعاده عن مناصب المسؤولية والتحريض ضده لكنه كان مصرا على تحقيق حلمه في تأسيس نقابة عمالية جزائرية بعيدا عن هيمنة الاستعمار ومؤسساته.

 لينجح ورفقائه في تأسيس أول منظمة نقابية جزائرية متمثلة في الاتحاد العام للعمال الجزائريين في 24 فيفري 1956، لينتخب أمينا عاما لها.

كانت فرنسا المستعمرة تدرك دور عيسات وأهميته ووزنه في الحركتين الوطنية والعمالية وفي الثورة التحريرية الكبرى، خاصة منذ أن ورد اسمه في قائمة أعضاء المجلس الوطني للثورة الجزائرية ليتم توقيفه في 23 ماي 1956.

لم تكن السنوات التي سجن فيها النقابي البطل عيسات مريحة للمستعمر، فقد كان يمارس دوره النقابي والتنظيمي والوطني حتى وهو في السجن، عبر تنظيم المعتقلين والدفاع عنهم وعن حقوقهم أمام سلطات السجون الفرنسية

توفي الشهيد عيسات ايدير بعد معاناة طويلة جراء التعذيب يوم 26 جويلية 1959 وهي الوفاة التي أحدثت تأثيرا عالميا في الأوساط النقابية والمحافل الدولية المحبة للحرية والسلام وسط موجة واسعة من الاستنكار والسخط في أنحاء عدة من العالم

فللعظماء والشهداء مآثر تتخطى رفوف وأغلفة كتب التاريخ و أروقة المعارض صورهم لوحدها تحكي كل شيء.

اترك تعليق