ام البواقي :بئر الشهداء شباب يعاني العزلة والتهميش

الجزائر

Loading

من خلال الزيارة التي قمنا بها لهذه البلدية القديمة قدم المنطقة، وقفنا على صور تعكس المستوى المتدني للعيش وتفشي البطالة والفقر ، بحيث كانت الظروف في يوم ما مهيأة لتصبح مدينة بئر الشهداء ميسورة اقتصاديا واجتماعيا خاصة أنها منطقة معروفة بإنتاجها الفلاحي ،حيث أجمعت كل التقديرات بعد المعاينة الشاملة لما تتوفر عليه هذه البلدية من ثروات طبيعية و طاقات شبانيه لا يستهان بها أنها بمقدورها أن تضمن الاكتفاء الذاتي لما يقارب 25% من إجمالي احتياجات الولاية، في مجال الحبوب و الخضروات، و في غياب سياسة رشيدة ترتكز أساسا على استراتيجية الاستثمار الزراعي و ترقية الثروة الحيوانية ،دارت الاسطوانة بالاتجاه المعاكس حيث تراجع المردود الزراعي والحيواني خاصة بعد موجة الجفاف التي ضربت المنطقة لعدة سنوات، و مما لا شك فيه أن هذه الظروف قد لعبت دورا أساسيا في تردي الوضع و انعكاسه مباشرة على المستوى المعيشي و الاجتماعي للمواطن ، الفقر…الحرمان…ا والتهميش، هي يوميات تطبع حياة شباب هذه البلدية بما فيهم خريجي المعاهد و الجامعات ، حيث طرح شباب المنطقة بدورهم مشكل عدم استفادتهم من مناصب الشغل التي تمنح لكل الشباب والتي تجعلهم بين مخالب البطالة والانحراف، خاصة في ظل افتقار بلديتهم لأبسط الهياكل التي من شأنها أن تهون عليهم معاناتهم اليومية القاسية في ظل نقص المرافق، وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على حياة ويوميات هؤلاء الشباب، و في خضم هذه الظروف القياسية المتراكمة التي أصبحت واقعا مفروض عليهم، ولم يبقى لهؤلاء إلا الجدران يسندونها و الشوارع العتيقة ملاذ لسهراتهم الليلية ، وهم يشتكون العزلة والتهميش.
من جهة أخرى، يبقى دائما وأبدا الأطفال القصر هم ضحايا المجتمع أمام تجاهل الأمور والتنصل من المسؤولية، حيث عند بداية العطلة صيفية تكون وجهة أغلبية الأطفال القصر إلى المزارع أين يقضون معظم ساعات اليوم في زرع الطماطم والتبغ وبابخس الأثمان، وتعد هذه الظاهرة الأكثر إجراما في حق الأطفال القصر، دون مراعاة كل القوانين التي تحرم مثل هذا الاستغلال لفئات القصر.
فالإهمال فتك بالمنطقة فيما تكفل التهميش والإقصاء بالمواطنين، فحياة المعاناة والشقاء أضحت وببساطة ظاهرة اعتادها سكان هذه البلدة لمدة 68 سنة من عمر نشأتها، والتي ظلت رهينة العزلة والتقهقر الاقتصادي والركود التنموي، فبين الأمل والواقع تبقى أموال البرامج والمخططات العقيمة المردودية تهدر تحت مبررات وهمية.

اترك تعليق