
هيبة الأستاذ تضيع في زمن الترند على السوشل ميديا
انتشرت هذه الصورة القديمة كثيرا عبر صفحات التواصل الاجتماعي عن التدريس قديما وكيف كان التلميذ يكتب على لوح الصبورة كتابة متقونة، وهذا دليل على هيبة واحترافية الأساتذة آن ذاك ما رسخوه في التلميذ من حب للتعليم وإتقان للعمل، في محاولة للمقارنة بين التدريس قديما والتدريس في العهد الحديث.
ولذلك كان لوطنية نيوز حديث مع مجموعة من الأستاذة القداماء عن زمنهم وعن رأيهم في التدريس اليوم.
فكان جواب أحد أساتذة مادة الأدب العربي المتقاعد الأستاذ بوعدن عمر ، والذي درس بعدة متوسطات وعايش جيل السبعينات، والثمانينات وجيل التسعينات أن الأستاذ قديما كان يملك هيبة واحتراما من طرف الجميع سواء من الوزارة المسؤولة أو من الزملاء أو من التلاميذ وأوليائهم، رغم قلة الإمكانيات والراتب المحدود، لكن كان المدرس يقدم كل ما لديه من مجهود من أجل إنقاذ الجيل من التسيب المدرسي الذي كان منتشرا في تلك الحقبة، ويقوم بكل ما بوسعه لإيصال المعلومة، وكان يقوم بدور المدرس والأب معا، في المقابل كان التلاميذ حتى وإن ملو الدراسة يتعاملون من الأساتذة بتقدير عظيم، ويطبقون كلام المدرس بحذافيره إن أمرهم بشيء، كان جيلا يبحث عن النجاح لبلوغ أحلام وأهداف كانوا يعتبرون الدراسة هي الملاذ الوحيد الذي سيخرحهم من فقرهم وخاصة بالنسبة للفئة الضعيفة اجتماعيا.
أما حاليا فلا للدارسة ولا للأستاذ قيمة، في وقت أصبح الأولياء هم من يؤيدون أبنائهم وإن كانو هم المخطئين، مخلفين جيلا همه الوحيد الشهرة.
كما اعتبرت الأستاذة زروقي وهي مدرسة مادة فيزياء أن مربط الفرس يكمن في حب المهنة، فالجيل الحالي أضحى كل همه إيجاد وظيفة، معتبرين أن التدريس أفضل وظيفة خاصة للنساء، لما تتوفر عليه من عطل وأن الأستاذة لن يكون دوام عملها طويل.
متناسين تماما أنها مهنة نبيلة تستند على حب وشغف وصبر وطول بال في التعامل مع مختلف الفئات العمرية، ومختلف الطبقات من المجتمع لبناء جيل متين يعتمد عليه العباد والبلاد.
لكن للأسف لم يعد هذا هو الهدف، بل أصبح تجاريا بحتا مع كثرة المدارس الخاصة، والدروس الخصوصية التي أضحت موضة، فكثيرا من الأحيان نرى التلاميذ يتسابقون لحجز مقعد عند أستاذ معين لشهرته على السوشل ميديا، أو لأن أصداقائهم يتدرسون عنده، على الجهة الأخرى نرى أن الأساتذة لا يهمهم من الأمر سوى أي مدرسة تدفع أكثر، وإن كانت متوسطة أو ثانوية حكومية فالمجهود فيها لا يتعدى ما يتلقاه الشخص من راتب وهذا منافي تماما لأخلاقية المهنة.
أما الكارثة هي إشهار الدورات حديثة العهد التي نشهدها، عن تحفيظ منهاج لسنة كاملة في أسبوع لطلاب المتوسط أو البكالوريا، ليبقى الأولياء يدفعون ثمن لإنقاذ أبنائهم، يبقى المستوى التعليمي في تدرج نحو الا نحطاط أكثر فأكثر.
ب.عواطف