
المعلم بين الأمس والحاضر
المعلم بين الأمس والحاضر أمر يستحق الانتباه والتأمل، حيث كان المعلم في الأمس يعتبر من أعمدة المجتمع ورمزا للمعرفة والحكمة، بينما يعاني اليوم من نقص الاحترام والتقدير، باعتباره مربيا للأجيال الصاعدة، في الماضي يتمتع بمكانة اجتماعية عالية واحترام كبير من الأسر والمجتمع بشكل عام، بالإضافة إلى أن عمل المعلم يعتبر مهنة نبيلة ومقدسة، حيث كان يوجد احترام كبير للعلم والشهادات العلمية، واليوم نشهد تغييرا كبيرا في طريقة التعامل مع المعلمين، حيث أصبحت هيبة المعلم في تراجع مستمر وانخفاض أدائه المهني، وهو ما ينعكس على الجودة العامة للتعليم وتأثيره على الطلاب، ولتأكيد صحة هذا الكلام، كان لي لقاءً مباشرا مع أحد أساتذة اللغة العربية حيث قال: هناك عدة عوامل تساهم في تلاشي هيبة المعلم في العصر الحالي، ومن أبرزها:
1- نقص الاحترام والتقدير: نعيش في زمن يسود فيه الاندفاع والانشغالات الكثيرة، حيث يعاني الأفراد من نقص في الاحترام والتقدير للآخرين بشكل عام، ومن ضمن هذا النقص يأتي على رأسه المعلمون، الذين يعانون من قلة الاعتراف بعملهم الشاق والتضحيات التي يقدمونها.
2- تدني مستوى الراتب: يعاني المعلمون في بعض الدول من تدني مستوى الراتب والظروف المعيشية الصعبة، مما يؤدي إلى تراجع رغبة الشباب في العمل في هذا المجال والبحث عن فرص أكثر جاذبية.
3- اهتمام الطلاب بمصادر المعرفة الأخرى: يشهد الحاضر تغيرا كبيرا في أساليب التعلم وكفاءة التكنولوجيا، مما يجعل الطلاب يبحثون عن مصادر المعرفة الأخرى بدلا من الاعتماد بشكل كلي على المعلم وهذا يزيد من شعور الطلاب بعدم الحاجة الكبيرة للمعلم وبالتالي يقلل من هيبتهم.
4- نقص التدريب والتطوير المستمر: يعاني المعلمون في بعض الأحيان من نقص التدريب والتطوير والكفاءات المهنية.
وسيلة بوودن