أرشيف
جدار العزل سيقضي على 250 موقع تاريخي بفلسطين
عقدت مساء اليوم بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة ندوة أدبية خاصة لنصرة القضية الفلسطينية نشطها أدباء وإعلاميين.
وقد افتتح الجلسة ممثل عن السفارة الفلسطينية بالجزائر الدي أكد أن دعم الجزائرين لفلسطين لم يتجلى في الدعم المادي والمعنوي فحسب بتخطاه لدعم بشري جاهد على أرض السلام.
وقد أثرت الإعلامية وردة نوري الندوة من خلال مداخلتها تحت مسمى باب المغاربة شاهد على جهاد الجزائرين في فلسطين، أو ما يعرف بحائط المغاربة وكيف كان شاهدا على جهاد الجزائرين في بيت المقدس ضد زحف الصلبيين، وأن هذا المكان الذي يؤول إلى التخريب حاله حال أغلبية المعالم التاريخية بفلسطين والذي قدرت ب 250 موقع أثري يحاول الكيان الصهيوني إزالته ببناء ما يسمونه جدار العزل كحركة جديدة لطمس الهوية الفلسطينية من خلال محو ملامح الأرض المقدسة ومعالمها الضاربة في جذور التاريخ من جهة، ضرب الصحة النفسية للمواطنين من جهة أخرى بقصف المستشفيات والمدارس والملاجئ لخلق نوع من الرعب الدائم في نفوس الأطفال خاصة كسلاح للقضاء على جيل من المقاومين.
لباب المغاربة معطيات تاريخية قليلة، واختلافات حول نسبه للمغرب الأقصى لمجرد سماع لفظ “مغاربة” لكن الحقيقة غير ذلك كون المشارقة منذ القديم يلقبون سكان المغرب العربي جميعا بالمغاربة والدليل على ذلك وجود العديد من العائلات الجزايرية الأصل التي سكنت الأراضي الفلسطينية، وعديد المقاومين والشهداء الذين ارتبط اسمهم بالقضية الفلسطينية على غرار دلال مغربي ذات الأصل التلمساني التي قادت عملية تبادل أسرى واستشهدت في اشتباكات مع اليهود سنة 1978, وكذا قاضي القضاة سالم بن سالم الذي هاجر من بجاية إلى القدس وعاش و عائلته هناك.
وركز الأستاذ عبد الله حمادي في مداخلته على الكرونولوجيا التاريخية لباب المغاربة من خلال تطرقه لطوبونيميا المصطلح أي تسمية المكان على حدث تاريخي جرى بعين المكان.
تعود القصة لسنة 1186 أين حدثت معركة صلاح الدين الأيوبي ضد الصلبيين والتي شارك في الآلاف من المجاهدين القادمين من المغرب الأوسط” الجزائر حاليا” رفقة الشيخ أبو مدين شعيب الذي اشتهر بقوة علمه الروحاني في تلك الحقبة، والذي استطاع إنشاء حركة دينية اتبعها الآلاف من الموردين الذين قصد بهم بيت المقدس، وقد اختارهم القائد الأيوبي كجدار بشري لحراسة المسجد الأقصى، ومنه اشتقت كناية حائط المغاربة، وحوله أراضي وممتلكات خاصة بالعائلات الجزائرية التي سكنت الأنحاء بجوار الأقصى، سميت بحي المغاربة وكانت وقفا للقادمين من المغرب العربي والذين يعرجون من الحج إليها، قضا الكيان الصهيوني الاستعماري على ملامح المكان واستولى عليه تدريجيا.
بالعودة للعلاقات اليهودية العربية، يحكي التاريخ أن اليهود كطائفة كانوا يعيشون تحت الرعاية العربية، وكان مشهورا عدائهم للمسييحين الذين يتهمونهم بقتل المسيح، فكانت كل الكتابات تؤكد العداء القديم لليهود المرابين والمحبين للمال والمصلحة، ودائما ما كانوا يلجؤون للحماية العربية الإسلامية كونها كانت قوة مسيطرة، حتى بعد تراجع الخلافة العثمانية، وبعودة الغرب للسيطرة على العالم وتصالح اليهود مع البابا الذي نفى في خطاب شهير قصة خطيئة اليهود وقتلهم للمسيح، عادوا للاحتماء بأكبر الدول التي تستعملهم كذريعة لتحريك مصالحها واستراتيجياتها في الشرق الأوسط منذ وعد بلفور ولغاية اليوم.