أرشيفمجتمـع

التشخيص المبكر ومساهمة الأمهات ضرورية لإنقاذ الأطفال المصابين بالتوحد

البروفيسور ولد الطالب محمود
البروفيسور ولد الطالب محمود

رافع البروفيسور ولد الطالب محمود لصالح التشخيص المبكر لمرض التوحد لدى الأطفال وكذا مساهمة الأمهات في المنظومة العلاجية لهذه الفئة التي تعاني الكثير خاصة وأن عدد المصابين بهذا المرض الخطير يتزايد من سنة لأخرى إذ تحصى الجزائر حسب نفس الطبيب أزيد من 400 ألف حالة.

جاءت تصريحات البروفيسور ولد الطالب محمود وهو عميد الأطباء في اختصاص الطب العقلي للأطفال رئيس مصلحة الطب العقلي الطفولي بمستشفى القبة بالعاصمة  في إطار مشاركته نهاية الأسبوع في فعاليات الندوة العلمية المنظمة من قبل جامعة محمد لمين دباغين بسطيف بالتنسيق مع مديرية النشاط الإجتماعي والتضامن لذات الولاية تحت عنوان “مرض التوحد واقع وآفاق”، أين عرفت مشاركة العديد من المختصين والخبراء في الميدان حاولوا تسليط الضوء على هذا المرض الذي بات ينتشر بشكل ملفت للانتباه مما يستوجب تسليط الضوء عليه وتحسيس الآباء والأمهات على خطورته.

وقد عرف البروفيسور ولد الطالب هذا المرض العقلي الخطير بكونه تأخر لنمو الوظائف الأساسية للإدراك لدى الأطفال يبدأ غالب في السنة الثانية للطفل، حيث يمكن تشخيصه من خلال تتبع سلوك الطفل، حيث يعاني المصاب من عدم قدرته لإبرام علاقات اجتماعية مع الآخر وانعزاله عنه فلا يتكلم وتصدر منه حركات غير عادية في الجسم والأعضاء فيكون كثير الحركة وتبدوا عليه أعراض التوتر المستمر، ويعود اكتشاف هذا المرض سنة 1943 من قبل الطبيب الأمريكي ليو كامير، وحذر الطبيب ولد الطالب أن هذا المرض  يزداد خطورة كلما تأخر التشخيص والعلاج، حيث يعد صعب جدا علاج الأطفال عندما يتعدى سنهم الستة سنوات أين يكون خلالها العلاج دائم وغير منقطع عكس التشخيص المبكر الذي قد يمكن خلاله إنقاذ الطفل وعلاجه منه، وفي ذات السياق قال الطبيب أن مصلحته قدمت خلال سنة 2015 أزيد من 18000 فحص، وتمكنت منذ سنة 2009 عبر مستشفى القبة لوحده من تشخيص أزيد من 6000 حالة توحد مؤكد.

وعن علاج هذا المرض أضاف البروفيسور أنه ممكن جدا بشرط التشخيص المبكر أي خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، وقال بأن هذا المرض لا يعالج بوصفة طبية بل عبر منظومة علاجية خاصة تدعى ” تيتش” “TEACCH” وهي طريقة بسيكو تربوية قائمة على تنشيط الطفل عبر برنامج يستمر طيلة ثلاثة سنوات بإشراف من طبيب مختص في الأمراض العقلية الطفولية بمرافقة من فريق عمل مكون من أطباء نفسانيين، وتقدر عدد الحصة العلاجية بـ 2000 حصة بمعدل ساعتين في اليوم مع الطاقم الطبي و نصف ساعة يوميا للتنشيط يكون على عاتق أم الطفل، وفي حديثه عن دور الأم أكد ولد الطالب أن مساهمتها يكون أكثر من ضروري لعلاج هؤلاء الأطفال، وأضاف مؤكدا أن هذه الطريقة أثبتت نجاعتها حيث تمكن شخصيا بفضلها من معالجة مئات الحالات وهم اليوم مندمجين بشكل عادي في المجتمع وتمكنوا من الوصول إلى درجات علمية عالية، وفي ختام مداخلته طالب البروفيسور ولد الطالب بالإسراع في فتح سجل وطني لمرضى التوحد لإحصاء العدد الحقيقي لهؤلاء المرضى وبالتالي المساهمة في العلاج، وكذا فتح أقسام على مستوى المؤسسات التعليمية العادية لاندماج الأطفال المصابين بمرض التوحد الخفيف قصد تخفيف الضغط عن المؤسسات الاستشفائية والمختصة التابعة لمديريات الصحة وكذا النشاط الاجتماعي.

وقد عرفت ذات الندوة  تدخل لمدير النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية سطيف السيد طرفاية السبتي أين كشف بإحصاء ولايته لـ 727 حالة توحد يتم التكفل بـ 323 حالة منها بصفة مشتركة بين مديرية الصحة ومديرية النشاط الاجتماعي بالتنسيق مع جمعية أمل لمرضى التوحد، وبـ 407 حالة يتم التكفل بها بطريقة طبية مباشرة من مديرية الصحة، كما أعلن بالمناسبة عن تشكيل لجنة تقنية مكونة من مختصين جامعيين وأطباء تابعين لمديرية الصحة وكذا من أخصائيين نفسانيين تابعين لقطاع النشاط الاجتماعي ومن الجمعيات المهتمة بهذا الموضوع للبحث وإعداد التوصيات اللازمة للتصدي لهذا المرض لتكون ورقة طريق بأهداف مسطرة نحو إحاطة هذه الشريحة بكل الرعاية والاهتمام اللازمين والمساهمة في التشخيص المبكر وتوفير كل الإمكانيات من أجل علاجها.

من جانبه اعتبر مدير جامعة محمد لمين دباغين البروفيسور الخير قشي أن هذه الندوة جاءت كثمرة تنسيق وتجسيد لإحدى الاتفاقيات المبرمة في إطار تفتح الجامعة على محيطها المحلي والوطني مع مختلف الإدارات العمومية على غرار الصحة، الثقافة، مصالح بريد الجزائر ومديرية النشاط الاجتماعي، وتهدف كلها حسبه إلى خلق التنسيق الغائب في مختلف الأبحاث العلمية التي تهدف إلى ترقية ظروف المعيشة، أين ستسمح هذه الاتفاقيات حسبه إلى توجيه المحاولات البحثية العلمية من مخابر وورشات لانجاز أعمال علمية تفيد المحيط الاجتماعي بشكل مباشر.

بقى أن نشير أن هذه الندوة نظمت تحت إشراف السيد والي ولاية سطيف ناصر معسكري، وعرفت مشاركة مميزة لجمعية الأمل لمرضى التوحد من خلال عرضها لتجربتها في الميدان، واختتمت بتوزيع هدايا لعدد من إطارات قطاع النشاط الاجتماعي المحالين على التقاعد.

أ.حداد

الوسوم

وطنية نيوز

قناة وطنية نيوز، إخبارية رقمية تابعة لمجمع وطنية ميديا الإعلامي، تهتم بالأخبار الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق