مجتمـع

الحاجة ربيعة تجعل من الأعشاب دواء لأمراض مستعصية

هي الحاجة ربيعة لعليوي ، تبلغ من العمر 88 سنة، نانة الحنانة كما تلقّب ، من مواليد دوار تامريجت خلف سفوح جبال تابابورت الواقعة أقصى شمال سطيف ، كبرت وترعرعت بدوار الجوادة ببابور ، فكانت أم الجميع منذ أيام الثورة المجيدة، حيث ورثت مهنة التداوي بالأعشاب عن أمها العارم بدوار بني بزاز، فلقنتها أبجديات الطب البديل، لتصبح طبيبة العام والخاص ، شهد لها البعيد قبل القريب.

وطنية نيوز تزور نانة في منزلها المتواضع بحي سيدي منصور ، فوجدناها منهمكة مع مرضاها الذين يترددون على زيارتها من الحين إلى الآخر من شتى الولايات، ذلك حين تعاني إحداهن من آلام في الكلى وكذا آلام المفاصل ، فتقوم بتدليكها بزيت الزيتون المحلي بنشاط وعزم غير آبهة بآهات المريض وهذا قصد علاجه بطريقة جيدة ، فكان بيتها ملجئ للراحة، إضافة لعلاج مايعرف ب “الجداة” حين تصيب الصبي أثناء مراحل الرضاعة الأولى ، وذلك بعصر مادة البصل والزيت في أنف الصبي، إضافة لكونها بارعة في مداواة الصيبانة والقضاء على أعراضها باستعمال بعض المواد النباتية والخضر الطازجة والأعشاب الطبية (بونقار.. الثوم.. البصل.. البيض.. الدهان المسوس.. شعير الرغدة..).
ضف إلى ذلك قيامها بتحضير عدة خلطات طبية كخلط عدة نباتات غابية مشكلة مثل عروق العصام ، باقرامان ، زعتر الخيل ، تاسكرا ، تحضر في برمة الطين خصيصا للقضاء على الزكام والهواء البارد.
كما أنها تستعين بعشبة “مرّيوت” لتخفيض درجة الحرارة وحدتها ، التي يعاني منها الأطفال.
وبعيدا عن الطب والصيدلة، فنانة “ربيع” فنّانة في صناعة الأواني الفخارية (المعجنة ، الطواجن ، البوقالات.. التاجرات ، طاس الدهان…) ..
كما تبدع ذات ال88سنة نسج الأغطية الشتوية والزرابي التقليدية وذلك بالمنسج المحلي ( الحرام ، الحمبل ، البرنوس ، القشابية ، بوالشلق وبوالنيلو ..).
هي اليوم طريحة الفراش بعد أن عمرت سنينا مديدة ، متنقلة بين ربوع المنطقة بابور وما جورها..تحاكينا أياماً خلت فما ولت، بين الفلاحة ، التداوي والنسج وصناعة الفخار.

وطنية نيوز

قناة وطنية نيوز، إخبارية رقمية تابعة لمجمع وطنية ميديا الإعلامي، تهتم بالأخبار الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق