أرشيف
بني عباس: مرضى السكري بين الوجعين .. المرض وغياب الطبيب المختص بالولاية

تتواصل معاناة المناطق الجنوبية للوطن من شبه انعدام الطب المتخصص في المستشفيات بل وانعدامها في بعض المناطق ، الأمر الذي جعل المواطن العادي يواصل رحلة قطع المسافات الطويلة للعلاج .
تعتبر ولاية بني عباس إحدى المناطق الشبه منسية في الجنوب في مجال الطب والتي لم يشفع لها بريقها الديني والسياحي في الحصول على مستوى صحي استشفائي يمنح مواطني الولاية إكتفاءا مقبولا في مجال الطب المتخصص ويحفظ كرامتهم .
تسجل المؤسسات الإستشفائية العمومية بالولاية الجديدة بني عباس نقصا جد حاد في الأطباء المختصين سواء بمستشفى عاصمة الولاية محمد يعقوب أو مستشفى 60 سرير بدائرة كرزاز الذي تم تدشينه في السنوات القليلة الماضية، أما دائرة تبلبالة البعيدة حوالي 400 كلم فلم تحظى بعد بمستشفى عمومي .
طب السكري أحد أبرز التخصصات الأكثر طلبا نظرا للعدد الكبير للمرضى الذين يعانون هذا المرض المزمن جلهم من كبار السن، حيث أن الطبيب المختص في داء السكري وجوده غير مستقر ، كونه يتوفر لأشهر أو سنة وينقطع لفترة غير محددة لأسباب متعددة .
ومثال ذلك المؤسستين الإستشفائيتين بمستشفى يعقوب محمد بـبني عباس و المؤسسة الإستشفائية 60 سرير”بلحسن دحان” بدائرة كرزاز حيث يشهدان حاليا انعدام لاختصاص السكري و الطب الداخلي بعد أن كانا متوفرين في السنوات أو الأشهر الماضية، أما دائرة تبلبالة التي أسلفنا ذكرها سابقا فلا يتوفر بمؤسساتها العمومية للصحة الجوارية طبيب اختصاصي .
بين كل هذا تبقى طوابير مرضى السكري بمستشفيات بني عباس بشكل شبه يومي و هم في حركة ذهاب و إياب على أمل خبر وجود طبيب السكري و لو بشكل عابر ، خاصة منهم من يتنقلون لأزيد من 60 و 100 كلم من بلديات الولاية ، ولك أن تتخيل التعب والمعاناة التي يتكبدها المصاب بداء السكري نظرا لمضاعفات هذا المرض المزمن خاصة على المسنين الذين فاقت أعمارهم 60 و 70 سنة .
يبقى الأمل في تجند مسؤولي الولاية جميعا ومديرية الصحة بالأخص في تنشيط هذا الملف والعمل بكل جد وصبر قصد تخفيف الجرح على هذه الشريحة الضعيفة من المواطنين .