وجهة نظر

التجار في”سوق بابور العريق” غرباء لكن أوفياء

بابور: حمزة شيبان

يبدو أن حبّ العديد من التجار الذين يترددون لسوق بابور أو “سوق الجمعة” وتعلقهم الشديد بالمنطقة وطيبة أهلها، جعلهم لايفارقون المكان كل صباح جمعة، حيث أن تواجدهم به قديم العهد، منذ أكثر من 40 سنة لبعض الباعة المتجولين والتجار القدماء رغم كل الظروف المصاحبة لنشاطاتهم التجارية آنذاك، خاصة سنوات التسعينات، إضافة لبعد المسافات التي يقطعونها والتي تفوق ال 80كم أحيانا، على متن مركباتهم محمّلين بما جادت به سلعهم، بل تحدوا بعد ذلك الأحوال الجوية وتضاريس المنطقة القاسية شتاءا، حتى ولو كانت أرباحهم ضئيلة.

“بوسة سليمان” من مواليد بلدية عين الكبيرة، بائع الحلويات التقليدية، كان واحدا من أولئك الذين يبصمون حضورهم لسوق بابور منذ سنة 1980، فيقدم “حلوى الطوب” ويوزع معها ابتسامة طريفة، سمِّها خدمة مابعد البيع .

إلى جانبه، يتواجد بائع التمور “كمال مخالفي”، حين يداعب زبائنه بعبارته المعهودة (هاهي الدقلة.. مافيها دودة .. مافيها سوسة..) وسط ابتسامات المارة، وأمامه المهاجر المالي موسى بائع المسك الذي أحب أبناء المنطقة، حتى أنه أتقن لغتهم ومن ثم كسب قلوبهم، ماحِيًا بذلك فوارق اللّون والجنسية .

ولعلّ سوق بابـور كان مسرحا مكشوفا على المنتوجات الزراعية والفلاحية، وفضاءً خصبا للمواد الغذائية، وعرض مختلف أنواع المبيعات، جعله يستهوي الباعة والمشترين قادمين من كل فج عميق، راجِلين كانوا أم راكبين .

يكادُ يقترن سوق بابور بأسماء تجارٍ كانوا ولا يزالوا يسجلون تواجدهم فيه بقوة في شتى المناسبات والفصول، وكأنها علامة تجارية مطبوعة على جبين كل واحد منهم، فجسّدوا معاني المعاملة الطيبة بعيدا عن المعادلة الجافة للبيع والشراء مقابل دنانير معدودة، فهل ياترى الحنين إلى بابور حال دون أن يفارقوها، أم أنهم ألفوا المكان وأهله ؟

"سوق بابور العريق"
“سوق بابور العريق”

وطنية نيوز

قناة وطنية نيوز، إخبارية رقمية تابعة لمجمع وطنية ميديا الإعلامي، تهتم بالأخبار الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق