رياضة
دييغو سيميوني … من اللاعب القوي إلى المدرب العبقري

قبل عدة أعوام لم يكن هناك في إسبانيا غير الريال وبرشلونة ، ولكن الآن أصبح الريال وبرشلونة أنفسهم يخشون فريق آخر ، فريق صنع نفسه بتكتيك و عقلية مدربه ،فريق تحول من منافس على البقاء في الدوري إلى منافس على رابطة الأبطال ووصل إلى النهائي مرتين في آخر 3 سنوات ، إنه " الاتليتكو " ،فهو لم يمتلك يوماً المال الذي يمتلكه برشلونة أو الريال ، لو تم مقارنة لاعبيه كأفراد مع أي فريق في أوروبا فهو متوسط الإمكانيات ، ما يميز الاتليتي عن غيره هو ذلك النادي الرائع و الماهر ، الفريق الذي إنتزع الإحترام من الجميع حتى لو هزم الفرق التي يشجعونها ، سيميوني الحلقة الأساسية عند المدرديين مدرب جعل لكرة القدم بعداً آخر غير المال والمهارات ، فما الذي يجعلك تحترم سيميوني ولو لم تحب أسلوبه المنظومة الخطة الدفاعية مثلا .. ، فأي فريق في العالم يتأثر بغياب أحد لاعبيه ، برشلونة بميسي والريال بكريستيانو و باريس بإبراهيموفيتش وغيرهم، ولكن أتليتكو لا ، ما صنعه سيميوني لا يتأثر بنجم فقد باع فالكاو ودييجو كوستا وفليبي لويس و غيرهم وبقي أتليتكو كما هو ، هنا المنظومة هي التي تحكم ،خلال الموسم الحالي وفي مواجهة برشلونة غاب خيمينيز و عوضه الشاب لوكاس في ثاني مبارياته في البطولة الأوروبية ولم يتأثر الفريق أمام أقوى هجوم في العالم ، وأمام البايرن في مباراة الذهاب غاب قائد الدفاع جودين فعوضه سافيتش ولم يستطع البايرن تسجيل ولو هدف واحد ، المنظومة التي صنعها سيميوني أكبر من أن تتوقف على لاعب . أما من الناحية الدفاعية فقد يرى البعض أن سيميوني لا يفعل شئ سوى إيقاف لاعبيه في الخلف فقط ، ولكن هذه النظرة خاطئة وسطحية وربما لقلة الإهتمام الإعلامي بالتكتيكات الدفاعية ، قوة دفاع أتليتكو لا تأتي من فراغ أو مجرد الوقوف في الخلف لسد الثغرات ، ولكنها تأتي من فكر ودراسة كل خطوة وكل تحرك يتحركه اللاعب ، قديماً قال ساكي:”الهجوم يُظهر مهارة اللاعب ولكن الدفاع يُظهر مهارة المدرب” ، فلسفة سيميوني الدفاعية أوقفت أقوى خطوط الهجوم في العالم ، برشلونة والبايرن في دوري الأبطال لم يحركوا ساكناً أمام الدفاع الحديدي وقبلهم الريال في آخر سنتين .
بن غذفة خالد