أرشيف

للصوفية دور كبير في نجاح الثورة الجزائرية

للصوفية دور كبير في نجاح الثورة الجزائرية
للصوفية دور كبير في نجاح الثورة الجزائرية

نشّط أستاذ الأدب المقارن والأدب الصوفي بجامعة سطيف الدكتور ياسين بن عبيد محاضرة حول الجانب الروحي والجهادي في التصوف، في اليوم الثالث من فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي في طبعته السادسة بسطيف تحت شعار ” السماع لغة الطمأنينة والسلام ” من 7 إلى 12 نوفمبر الجاري، حيث استهل مداخلته بما يتعرض له موضوع التصوف من إدانة، عموديا وأفقيا، في قضايا تاريخية، اجتماعية وسياسية، وتحدّث عن دور الصوفية في الحركات التحررية في العالم الإسلامي والجزائر على وجه الخصوص.

وفي تصريح لخلية إعلام المهرجان، قال الدكتور بن عبيد أن الحضور الصوفي في الثورة التحريرية كان قويا جدا إلى درجة أنه يُعتقد، وبالأدلة، أن وراء كل هزة تحرّرية ضد محتل صوفي مجاهد ووراء كل نسق تربوي صوفي معلم. وقال أن الثورة التحريرية حقّقت مبتغاها لأن وراءها أمثال هؤلاء، وعلى سبيل الاستشهاد ثورة الأمير عبد القادر وهو صوفي ينتمي للطريقة القادرية، وثورة الطريقة السنوسية والتيجانية في الجنوب، وكذا الطريقة الرحمانية التي وراءها الشيخ الحداد، إذا ” لا يماري في دور التصوف في تحرير العالم الإسلامي من الاحتلال إلّا جاهل أو مواري يحاول إخفاء الحقيقة لحساب معطيات أخرى هو أدرى بها”.

وعن علاقة التصوف بالزوايا، قال الدكتور أن المحل الفيزيائي للمشروع الصوفي العام والطرقي الخاص هو الزوايا، والجزائر منتشر فيها الحضور الصوفي كثيرا من خلال الزوايا، التي أدّت ما عليها، على الرغم من أن المنجز الصوفي له ما له وعليه ما عليه، فهو تعرض لاختراق بعض الوصوليون وأصحاب الأغراض “ولست عن هؤلاء أتحدث” يقول الأستاذ بن عبيد.

وفي معرض حديثة، قال الأستاذ بن عبيد أن مهندسي الاحتلال الفرنسي من ضباط ومحتلين وأجهزة تبشيرية عرفوا أن الروحانية هي أعتى ما يواجههم، لذلك عملوا بكل وسائل الدعاية والحرب على هدم هذه الجهة من الكيان الإسلامي، مستعملين الدعاية والتشكيك في مصداقية التصوف وأهله.

وأكّد أن الهدف من محاضرته هو تقديم قراءة حقيقية صحيحة من خلال الإسهام في الحفر عن جزء من الحقيقة المغيّبة والوقوف عند إيجابية مواقف الحضور الصوفي من حركات التحرّر، من خلال إعداد العنصر البشري والوقوف مع من وهب نفسه للدفاع عن الأوطان، وهو ما يظهر جليا في الحضور الفاعل في حركات التحرّر في الأفق الإسلامي بدءا بالمشاركة الفعّالة في الحروب الصليبية، وفي الثورة الجزائرية على وجه الخصوص، أين كان للتصوف دور كبير في المقاومة المسلحة ورد الاستعمار الفرنسي عن الجزائر وردعه عن التمكين لحضوره، وفي هذا الإطار دعا إلى قراءة مفهوم الروحانية بشكلها الصحيح والابتعاد عن الفهم المقلوب.

وتحدث الأستاذ بن عبيد مطولا عن مفهوم الجهاد عند الصوفية متعجبا ممّن ينكر هذه الواجهة من التصوف وهو يقرأ في مدوناتهم باب المجاهدة، وسيرهم في مقارعة الغُزاة وتقدم الفاتحين في كل الرقعة الإسلامية، إلى أن ” أصبح على رأس كل حركة جهادية صوفي مجاهد، كما كان على رأس كل مؤسسة تنويرية صوفي معلّم”، مواصلا قوله أن ”مبنى الصوفية على الجهاد قائم على اعتبار أن العدو الخارجي جهاد أصغر والنفس عدو معنوي وهو الجهاد الأكبر” واستشهد بآيات وأحاديث من السنة النبوية( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر. قالوا وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد القلب).

وطنية نيوز

قناة وطنية نيوز، إخبارية رقمية تابعة لمجمع وطنية ميديا الإعلامي، تهتم بالأخبار الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق