أرشيف
ميهوبي يشرف على انطلاق المهرجان الدولي للسماع الصوفي


سطيف (الجزائر) تغطية : أ.حداد
أشرف وزير الثقافة السيد عزالدين ميهوبي عشية أمس الإثنين على اعطاء اشارة انطلاق المهرجان الدولي للسماع الصوفي في طبعته السادسة بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف بشعار ” السماع الصوفي لغة الطمأنينة والسلا”، ليستمر إلى غاية 12 نوفمبر الجاري، بمشاركة 9 دول أجنية وعديد الفرق المحلية خاصة من الجنوب الجزائري.
وزير الثقافة وفي كلمته الافتتاحية أكد أن قطاعه الوزاري وفي إطار إعادة النظر في مختلف المهرجانات والمحافل الثقافية قرر الإبقاء على المهرجان الدولي للسماع الصوفي، مضيفا بأن نجاح الطبعات السابقة والتحسين الذي يطرأ عليه تنظيميا وفنيا من سنة لأخرى من جهة ولعمق الرسالة الغنائية التصوفية الراقية من جهة أخرى حالة بالإبقاء وترسيم هذا المهرجان وتشجيعه، خاصة و أن الرسالة التصوفية هي الوحيدة القادرة على كسر التطرف والإرهاب من خلال سعيها إلى صب القيم الروحية لإعادة التوازن للمجتمع، وأشار ميهوبي بأن هذا الفن ليس حكرا على المسلمين أو العرب دون غيرهم بل هو منتشر منذ مئات السنين لدى مختلف الشعوب كالوثنيين والأتراك وغيرهما.

محافظ المهرجان السيد إدريس بوديبة وفي مداخلته الترحيبية كشف عن برنامج المهرجان والمشاركين فيه، حيث سيتمتع الجمهور حسبه بتداول فرق من 9 دولة أجنبية على غرار: تركيا، لبنان، المغرب، تونس، اسبانيا، ايران، ألمانيا والسنغال مع حضور قوي لألوان السماع للجنوب الكبير الجزائري بداية من أدرار وصولا إلى بسكرة وانتهاء بغرداية، وقد أكد ذات المحافظ أن أهداف الطبعة تكمن في تقديم الجديد سواء على مستوى الفرق المدعوة أو الحوامل البيداغوجية والفنية المكملة مثل معرض الفنون الاسلامية، ورشة التكوين في اختصاص الآداء الموسيقي للسماع الصوفي مع سلسلة محاضرات حول الأعمال التصوفية في المغرب العربي.
وفي شرحه للجمهور قال محافظ المهرجان ادريس بوديبة وهو في ذات الوقت مدير الثقافة لولاية عنابة وسطيف سابقا أن السماع هو لغة التصالح مع الذات في عالم تنهشه الآلام والتمزقات، فلا شيء يعيد الإنسان لسلك دروب الأمن والسعادة كالمسموع الصوفي بكل تجلياته الانسانية الراقية التي تسمو بالانسان إلى عوامل السكينة والمحاباة، فالسماع يؤكد محافظ المهرجان هو فضاء لتثمين لغة الروح المتمثلة في الشعر الصوفي الراقي.
عروض سهرة الافتتاح كانت جزائرية بآداء لفرقة “المنشد الراحل توفيق بوراس”، تركية بفرقة “دارفيزان” فمصرية من آداء فرقة ” محمود التهامي” ، وكان العرض التركي الأبرز في السهرة بآداء مميز للفرقة التي قدمت أرقى العروض التي أدتها المجموعة في هذا اللون، فعلى مدار 35 دقيقة من الزمن اختزل المنشد “أنس يلدريم” ورفقائه 500 سنة من تاريخ الذكر والانشاد باسطنبول لأعذب الكلمات والألحان في مدح الرسول الكريم صل الله عليه وسلم.

فرقة “محمود التهامي” وبعد فسح المجال لها بعد العرض التركي أمتعت الجمهور الحاضر بقاعة العرض الكبرى لدار الثقافة بسطيف بباقة من ألمع الأناشيد

الصوفية ميزتها بعرض حصري لآخر عروضها بعنوان ” قلبي وطرفي” وهي أغنية صوفية تضم معاني العشق والحب والوله الإلاهي، كما تم آداء أغنية ” أبا الزهراء” في مدح الرسول (ص)، ليختتم حفل الافتتاح بمفاجأة للجمهور حيث تلاحمت الفرق المشاركة فوق الركح وأدت مقطوعات متنوعة وسط انسجام وتفاعل بين هذه الاصوات القادمة من مشارب فنية مختلفة، وهو العمل الذي نال اعجاب الجمهور وسفق عليه كثيرا لأنه سمح لهم بالسفر من تركيا إلى مصر فالجزائر في عمل روحي بأبعاد روحية عميقة.
نشير أن حفل الافتتاح هذا قد عرف في بدايته بتدشين معرض الفنون الاسلامية المخصصة للخطوط المعاصرة للزمرة من الفنانين على غرار يزيد خلوفي من مدينة مغنية بتلمسان، مصطفى بوسنة من برج بوعريرج، عبد الحق جلاب من أم البواقي وعبد الحفيظ قادري من سطيف، وقد شهد الافتتاح أيضا تكريم خاص للأستاذ بوسنة أحمد وهو مدير سابق لجامعة فرحات عباس بسطيف معروف بتصوفية وبأعماله في ذات المجال حيث تلقى ابداعاته احترام وشهرة لدى الأوساط العاشقة في السماعة الصوفي، وتم أيضا الاستماع لفرقتي الراحل توفيق بوراس وفرقة أشواق من سطيف في عرضهما لأحسن أعمالهما الفنية التصوفية، على أن يستمر المهرجان إلى غاية 12 نوفمبر الجاري.
أ.حداد