
سطيف: حمزة شيبان
مسعود بن العربي بوزعرور متزوج وأب لـ 3 أولاد، يبلغ من العمر 40 سنة، ويقطن بتجمع عين اخريب بعين الكبيرة شمال سطيف، حيث يمتهن الأشغال اليدوية والبناء، فيكسب قوته اليومي متنقلا بين ورشات البناء، رغم بعد المسافة وجهد الأعمال الشاقة أحيانا من حفر وتهديم وتبليط، في سبيل أن يعيل أبناءه لقمة عيش حلال.
إلا أن الرجل الأربعيني، لم يأبى أن يمارس أشغاله بطريقة تقليدية يومية قد تكون مملة، فراح يخوض سبيل رزقه، ليجني مما جادت به الحقول والبساتين، وكذا الجبال والمرتفعات، مختلف أنواع النباتات الطبية والعطرية، وكذا الثمار البرية المتنوعة، غير مكترث بصعوبة اللحاق لها، أو حتى ظروف جمعها ونقلها من الجبال إلى مكان مستودعه وبيته، بطريقة أو بأخرى تدرّ عليه أموالا كبيرة بعد تسويقها لزبائنه من مختلف الولايات والمناطق.
حيث يعكف مسعود على حصد وجمع الأعشاب، والتي تستخدم لصناعة مختلف أنواع الأدوية قصد علاج العديد من الأمراض المزمنة وكذا الموسمية، وأيضاً منها ما استخدم لإضافة نكهات مميّزة للطعام كتوابل غذائية، كما نجد الكثير منها أضحى كمستحضرات تجميلية، إضافة إلى أن العديد من الناس يثقون بقدرة الأعشاب الطبيّة على تحقيق الشفاء، وهو ماشجع الرجل في السعي وراء تحصيلها .
مسعود وهو الذي يجمعه حب ورابطة حنين كبيرة مع جبال ووديان تابابورت، واد عفرة، بني بزاز، حيث يقضي معظم أوقاته في جني ثمار “البلوط” أو السنديان، لما فيه من فوائد طبيعية وصحية كبيرة، إذ يعالج قروح الفم ونزيف اللثة كما يعالج التبول اللاإرادي، حتى أن قشوره تساعد في التقليل من آثار الحروق وكذا احتقان الحلق .
إضافة إلى أنه يجمع أعشاب الزعتر البري وهو الذي يعمل على زيادة كفاءة عمل جهاز المناعة في الجسم، علاج أمراض الجهاز التنفسي، كالسعاب الديكي والالتهابات الهوائية كما يساعد فى تنشيط الدورة الدموية .
ضف لذلك ورق الريحان الذي يمتلك خصائص مضادة للشيخوخة كما تساعد على تقليل الإلتهابات والانتفاخ وكذا استفراغ السحر، وأعشاب أخرى تنمو بكثرة في وديان جبال بابور منها عشبة “الفيجل”، عشبة “الخياطة”، وعشبة “مرّيوت”.
مسعود لم يترك شيئا ذو منافع صحية أو طبيعية إلا كان خلف جنيه، فحتى مروج أزهار النرجس شاهدة على خطاه، أما التاءات الثلاث من تين وزيتون وتوت بري فقد كان له نصيب وفير من ثمارهم، فأضحى رجل البراري رقم واحد الذي لا يكل ولا يملّ في المنطقة .