العنف في المجتمع دون قيود… فمن يدفع الثمن؟

ظلم وقهر وكبت، وتهميش وأخيراً اغتصاب وتنكيل وحرق، جميعها علامات سوداء لممارسة العنف بصفة عامة وضد المرأة بصفة خاصة، التي اعتادت ألا تفصح عن أشكال كثيرة من العنف النفسي أو اللفظي الذي يمارس عليها لتكابد الألم بصمت، وهو ما شجع في النهاية على تعرضها لعنف جسدي، قد تتحمله بعض النساء لعدم وجود ملاذ لهن، ولا تتحمله أخريات فيقررن الهروب إلى المجهول. الضحايا لهذا النوع أو ذاك من العنف كثيرات، والقصص المأساوية كثيرة وخير مثال ما حدث اليوم للشابة شيماء وهي في عمر الزهور ولكن هل من حلول لهذه الظاهرة التي بسطت جذورها داخل المجتمع؟
فالرجل قد يمارس على المرأة ابتزازاً مستمراً من خلال التهديد ولا يدفع الثمن سواها والمشكلة أن المجتمع يتعامل مع هذه الأمور بشكل عادي على اعتبار أن المرأة لابد أن تتحمل وتصبر لتتحول إلى إنسان صامت يعاني من عدة أمراض نفسية، تتحرك دون هوية أو وعي لمن حولها وهذا كله لأننا أصبحنا نعيش في زمن ضاعت فيه المصداقية في الكلمة والمشاعر والأحاسيس أصبحت المصالح الشخصية تخفي معنى الحب الحقيقي، لكن هذا لا يعني أن هناك من لا يملك تلك المشاعر الصادقة النقية ويحمل بين جوانح قلبه ونفسه حبا حقيقيا صادقا.
أصبحت اليوم المحبة والمودة يعبر عنها بكلمات يتداولها البعض صيغت كلماتها بحروف منسوجة بخيوط الأوهام والأحلام الوردية تمزقها وتهشمها الخيانة والغدر والمصالح. لماذا إذن ضاعت أسمى وأطهر علاقة بين البشر؟ فيما أصبح الحب كلمات تقال في عتمة الليل ليمحيها ويكشف زيفها وغشاها نور الصباح المشرق بحقيقة تلك الضمائر والنفوس والقلوب العابثة بمشاعر وأحاسيس من صدق تلك الكلمات التي جعلته يعيش أسعد اللحظات لتنتهي غالبا بجرائم شنعاء، تزعزع وتغير في البشر النخوة وصحوة الضمير الأمر الذي جعل منهم حيوانات يفترسون جثث بعضهم البعض بدون قيود تدحض مثل هكذا خروقات ضد الإسلام والإنسانية، فدين الإسلام لا يدعوا للعنف ولا للخيانة والغدر فانه يدعوا إلى التسامح والتآخي إلى التعاون والتآزر طمعا في الجنة ونطمح برضى الله وشفاعة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ونحن نسير عكس تعاليم الدين الصحيح، كلها أمور تجعلنا نتساءل حول كوننا بشر أم أشباه بشر نستخدم العنف ضد نساءنا وأطفالنا حيث وجب علينا بالمقابل نحن المسلمون أن نعتز بديننا وبأصالتنا ونكون أصحاب الضمائر الحية التي تقف ضد العنف أيما مكان وزمان دون أن ندمر أحلام أولادنا ونقتل كرامة بناتنا وأمهاتنا وزوجاتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق