الإعلام بين العجز التقليدي والانفتاح الرقمي

أضحى الإعلام الجديد بمختلف أشكاله وأدواته يتميز بحرية سمحت للباحث في مكامن سيطرة الإعلام الجديدة، أن يحتل مكانة مرموقة ويخطف أولويات المستخدمين وجعله يحطَّم كل القيود والحواجز الموجودة في نظيره من الإعلام التقليدي أو الموجه، ومنافساته له في قوة الإخراج شكلا ومضمونا .حيث أصبح يضاهيه نظرا لسهوله نقله عبر نطاق أوسع وكذا سهولة الوصول إليه والاطلاع عليه وتخزينه والرجوع إليه وقت الحاجة .
أصبح الإعلام الرقمي في الآونة الأخيرة متنفسا للعديد من المواهب الإعلامية الشابة التي لم تمنح فرصة لإبراز الموهبة الإعلامية المرئية والسمعية وكذا المكتوبة و بناء مسار إعلامي ناجح أو ربما لم تأته الفرصة بعد، فبظهور وتطور التكنولوجيا اكتسب الإعلام الرقمي مكانة متميزة لما يقدمه من محتوى فعال وناجع وفق نظم رقمية، من شأنه إفادة ونقل المعلومة الصحيحة والحرة للمتلقي عبر الويب، والصوت والفيديو والنصوص وغيرها، باعتبار هذا الأخير كثيرا ما يرتاد منصات التواصل الاجتماعي فأصبح يسمى هو الأخر بالجمهور الرقمي ،أين أتيح له ميزة ومنح فرصة لمحاكاة الحدث أو مكان ما ليشعر المتلقي كأنه جزء من الموقف ويخلق مرونة في تبادل الأدوار أي صحافة المواطن أو كما يعرف عنها مؤخرا بالسلطة الخامسة.
فبالرغم من الإيجابيات والخصائص والسمات العديدة التي يتحلى بها الإعلام الرقمي، إلا أن هنالك مجموعة من السلبيات والعقبات التي تواجهه وتحد من تطوره وانتشاره، حيث نجم عنه ندرة المهارات والمعارف اللازمة لممارسة مهام عمل الإعلام بشكل محترف في الإعلام الجديد. وهو ما يسمى بالدخلاء على المجال الإعلامي الذين يمارسون أعمال تجارية بحتة تحت غطاء الإعلام و استغلال الطاقات الشابة المتعطشة لولوج وخوض غمار الصحافة. وكذا الاصطدام بواقع غير محبب لدى الجميع وهو صعوبات الحصول على التمويل اللازم لتطوير وإنجاح العمل الإعلامي الرقمي.
مما خلق تذبذب صارخ في وضوح الرؤية المستقبلية له. ولعلى أهم أسباب الفشل والاندثار من الميدان الإعلامي، السرعة في البث الإلكتروني، نتيجة عدم تحري الدقة ولعدم خضوعه للرقابة وانعدام القوانين والضوابط الخاصة به.
هذا وتمكن المواطن بفضل الإعلام الجديد أن يمتلك وسائله الخاصة للتعبير، وتقنياته الخاصة لنشر ما يحلو له من أفكار، على نطاق واسع، إذ لم يعد متلقيا سلبيا لمضامين وسائل الإعلام التقليدية، فقد أصبح مشاركا فعالا في العملية الاتصالية بفضل الإعلام الرقمي، وهو ما يجعلنا نتعامل بشكل حتمي و ايجابي مع هذا المعطى الجديد.