المقاول الصغير”.. غرس بذور ريادة الأعمال في نفوس الأطفال والروح الوطنية

في مبادرة مميزة تجمع بين تكريم الماضي وبناء المستقبل، نظّمت الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية (NASDA) بولاية مستغانم، بالشراكة مع مركز تطوير المقاولاتية بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني الشهيد بن زهرة عبد القادر، يوماً مقاولاتياً مخصصاً للأطفال تحت شعار:
“المقاول الصغير: غرس بذور ريادة الأعمال في نفوس الأطفال والروح الوطنية”

أُقيمت الفعالية يوم 29 أكتوبر 2025 بمقر مركز تطوير المقاولاتية، واستهدفت ثلاثين (30) طفلاً، في تجربة تعليمية وترفيهية تهدف إلى غرس ثقافة المبادرة والإبداع في الجيل الصاعد.

مبادرة في إطار وطني

جاء هذا النشاط ضمن الاحتفالات المخلدة للذكرى السبعين (70) لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة، وضمن برنامج “الأثر 70” الذي أطلقه فخامة رئيس الجمهورية، لترسيخ القيم الوطنية وربط الأجيال الجديدة بتاريخ الوطن ورؤيته المستقبلية.
وقد ساهمت في إنجاح هذا الحدث عدة جهات فاعلة، من بينها جمعية الشباب سي سالم التي قدّمت دعماً ميدانياً وتنظيمياً مميزاً.

من الفكرة إلى اللعبة: تبسيط مفهوم المقاولاتية

لم يكن الهدف من هذا اليوم تعليم الأطفال مفاهيم اقتصادية معقدة، بل تبسيط فكرة المقاولاتية لتصبح مفهوماً مرتبطاً بالإبداع، وحل المشكلات، وتحويل الأفكار إلى مشاريع واقعية.
شهد اليوم تنظيم ورشات تعليمية ممتعة منها:

ورشة رحلة الخيال: لتحفيز الأطفال على التفكير الإبداعي وصياغة أفكارهم الصغيرة.

نشاط السوروبان: لتعليم مهارات العمل الجماعي والتخطيط المشترك، تماماً كما يفعل رواد الأعمال الحقيقيون.

اكتشاف عالم المهن

كانت مشاركة معهد بن زهرة عبد القادر خروبة من أبرز محطات اليوم، حيث تم تنظيم ورشات تطبيقية حيّة مكّنت الأطفال من اكتشاف عالم المهن والحرف عن قرب.
شاهد الأطفال مراحل صناعة قوالب الشوكولاتة وإنتاج الجبن، مما أثار فضولهم وعرّفهم بقيمة العمل اليدوي والتقني كأساس لبناء الاقتصاد الوطني.

غرس الأفكار وغرس الأشجار

واختُتم اليوم بلمسة بيئية مؤثرة، تمثّلت في مشاركة الأطفال في الحملة الوطنية لغرس مليون شجرة، تعبيراً عن ارتباطهم بأرضهم ووطنهم.
لقد أدرك الصغار أن غرس فكرة في العقل لا يقل أهمية عن غرس شجرة في الأرض، فكلاهما ينمو ليمنح ثمراً لمستقبل أفضل.

استثمار في جيل الاستقلال الاقتصادي

يشكّل حدث “المقاول الصغير” خطوة رائدة نحو بناء جيل جديد من رواد الأعمال يمتلك روح المبادرة والانتماء الوطني.
فكما حرر أبطال الأمس الأرض، فإن أطفال اليوم، ببذور المقاولاتية، هم من سيبنون استقلال الوطن الاقتصادي غداً.

مقالات ذات صلة

إغلاق