“الشاربات”.. مشروب رمضاني شائع يحمل مخاطر صحية مخفية

مع اقتراب شهر رمضان، تتزايد الإعلانات والترويج لمشروب “الشاربات”، الذي يعد من أكثر المشروبات استهلاكًا خلال هذا الشهر في العديد من الدول، بما فيها الجزائر. لكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن بعض أنواع هذا المشروب الصناعي قد تحمل مخاطر صحية خفية بسبب مكوناتها الصناعية وتأثيراتها المحتملة على الجسم.

مواد حافظة خطيرة وتفاعلات سامة

تحتوي العديد من هذه المشروبات على بنزوات الصوديوم، وهي مادة حافظة تُستخدم لمنع نمو البكتيريا والفطريات، لكنها قد تشكل خطرًا صحيًا كبيرًا. فعند تفاعلها مع فيتامين C (حمض الأسكوربيك)، وهو مكون شائع في العصائر، قد تتحول إلى مادة البنزين السامة، والتي ترتبط ببعض المشكلات الصحية الخطيرة، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالسرطان.

حمض الستريك.. سلاح ذو حدين

رغم استخدام حمض الستريك على نطاق واسع كمادة حافظة ومحسن للطعم، إلا أن استهلاكه بكميات كبيرة قد يؤدي إلى تهيّج المعدة والأمعاء، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي. كما أن التركيز العالي لهذا الحمض في بعض مشروبات “الشاربات” قد يكون ضارًا عند الاستهلاك المستمر.

الملونات الصناعية وتأثيرها على الصحة

تحتوي بعض هذه المشروبات على ملونات صناعية، والتي أظهرت دراسات علمية ارتباطها بزيادة فرط النشاط لدى الأطفال، بالإضافة إلى إمكانية تسببها في حساسية لدى بعض الأشخاص. ومع ذلك، لا يزال استخدامها واسع النطاق في المنتجات الغذائية، رغم المخاوف الصحية المرتبطة بها.

العبوات البلاستيكية.. مصدر آخر للقلق

تُعبأ بعض أنواع “الشاربات” في أكياس وعبوات بلاستيكية، وتُخزن لفترات طويلة في درجات حرارة متفاوتة، مما قد يؤدي إلى تسرب بعض المواد الكيميائية الضارة إلى المشروب. بعض هذه المواد ارتبطت علميًا بزيادة خطر الإصابة بالأمراض السرطانية، ما يجعل استهلاك هذه المشروبات بشكل يومي يشكل خطرًا صحيًا غير محسوب.

ما البديل الصحي؟

في ظل هذه المخاطر المحتملة، يوصي الخبراء بضرورة تحضير الشربات في المنزل بمكونات طبيعية، مثل عصير الليمون الطازج والماء والسكر بكميات متوازنة، مع إمكانية إضافة النكهات الطبيعية مثل ماء الزهر أو ماء الورد. فبهذه الطريقة، يمكن الاستمتاع بمشروب صحي ومنعش دون التعرض للمواد الكيميائية الضارة.

ختامًا.. وعي المستهلك هو الحل

مع تزايد المنتجات المصنعة في الأسواق، يصبح من الضروري التحقق من مكونات المنتجات الغذائية قبل شرائها، خاصة عندما يتعلق الأمر بمشروبات تُستهلك يوميًا خلال شهر رمضان. فالحرص على اختيار البدائل الطبيعية قد يكون مفتاحًا للحفاظ على الصحة وتجنب المخاطر التي قد لا تظهر آثارها إلا على المدى البعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق