تثمين 3 مدافع عثمانية كانت مهملة بالقالة

شرعت المصالح المعنية في إعادة تثمين 3 مدافع عثمانية كانت مهملة منذ سنوات في مناطق متفرقة بهدف تثمين الموروث الثقافي بولاية الطارف وفي مبادرة جديدة لإحياء الذاكرة التاريخية بالقالة.
قبل أن يتم جمعها وإعادة الاعتبار لها باعتبارها جزءا من الموروث المادي للمدينة الساحلية وهي مدينة القالة العريقة، وقد أكد مدير الثقافة والفنون بالولاية عز الدين عبد القادر، أن هذه العملية التي انطلقت سنة 2024 جاءت ثمرة تنسيق بين المديرية والسلطات المحلية، بهدف الحفاظ على الإرث التاريخي للقالة المعروفة بطابعها السياحي وعمقها الحضاري. وأوضح أن هذه المدافع تمثل شواهد حية على الدور الاستراتيجي الذي لعبته القالة عبر العصور، باعتبارها موقعا ساحليا محصنا كان جزءا أساسيا من منظومة الدفاع البحري للمنطقة.المدافع الثلاثة تعود إلى الفترة العثمانية، اثنان منها كانا مخصصين لحماية الحصون، بينما استخدم الثالث على متن السفن، وكانت جميعها تتميز بقوة نارية معتبرة. وأشار إلى أن الجزائر خلال القرن السابع عشر كانت تفرض سيطرتها على كامل حوض البحر الأبيض المتوسط بفضل أسطولها البحري القوي والمدافع المنتشرة في الحصون والسفن، ما دفع العديد من الدول آنذاك إلى دفع إتاوات مقابل العبور.و تعمل الجهات المختصة حاليا على ترميم هذه القطع وتجهيز أماكن عرضها بمحاذاة قلعة الطاحونة، التي تعد بدورها أحد أهم المعالم التاريخية في المدينة، وذلك بهدف إبراز قيمة المدافع وما تحمله من رمزية ترتبط بذاكرة المكان. كما يجري إنجاز منصات خاصة لعرضها بطريقة لائقة، على أن تدعم لاحقا بلافتات تعريفية تتضمن شروحات ورموزا تمكن الزوار من التعرف على تاريخها وأهميتها.وتشير معطيات مديرية الثقافة والفنون بالطارف إلى إحصاء أكثر من 400 موقع أثري عبر الولاية، فيما شهدت السنتان الماضيتان تصنيف مواقع جديدة لأول مرة منذ العهد الاستعماري، في خطوة اعتبرت نقلة نوعية تعكس الاهتمام المتزايد بالموروث الثقافي المحلي وتشيد بتاريخ دولة الجزائر عبر العصور المتعاقبة.





