سخط جماهيري.. والوفاق في عين الإعصار

يعيش وفاق سطيف واحدة من أصعب فتراته في السنوات الأخيرة، بعدما واصل نزيف النقاط وتراجع مستواه الفني، لتتحول مدرجات الثامن ماي إلى مسرح لغضب جماهيري غير مسبوق، بلغ ذروته خلال مواجهة جمعية الشلف التي انتهت على وقع الفوضى والاحتجاج.

جماهير النسر الأسود لم تهضم الوضع الحالي، فالمارد الذي اعتاد على معانقة الألقاب المحلية ومقارعة كبار إفريقيا، أصبح اليوم يصارع في مؤخرة الترتيب بـ سبع نقاط فقط بعد مرور عدة جولات، محتلاً المرتبة الرابعة عشرة في أسوأ انطلاقة له منذ عقود.

الاحتجاج الجماهيري أخذ شكلاً غير مألوف، بعدما غادر الأنصار المدرجات في الدقيقة 58 من عمر اللقاء، في حركة رمزية تحمل دلالات تاريخية، إذ يتزامن الرقم مع سنة تأسيس النادي 1958، وكأنهم أرادوا القول: “هكذا لا يُكافأ إرث الرجال الذين صنعوا مجد الوفاق”.

تعيين المدرب الجديد توفيق روابح لم يُطفئ نار الغضب، بل زادها اشتعالًا. فالكثير من الأنصار يرون أن سيرته التدريبية المتواضعة لا تليق بنادٍ بحجم الوفاق، خاصة في ظل غياب مشروع رياضي واضح ورؤية فنية مقنعة.

الكل اليوم في سطيف يتساءل: ما الذي يحدث للنادي العريق؟ هل هي أزمة تسيير؟ أم غياب رؤية لدى المساهم الرئيسي سونلغاز؟ أم ضعف في التواصل بين الإدارة والجماهير؟

الواقع يؤكد أن الخاسر الأكبر هو الوفاق نفسه، الكيان الذي أسسه رجال نذروا حياتهم لخدمته، وعلى رأسهم المرحوم مختار لعريبي، والذي أصبح اليوم أمام مفترق طرق حاسم بين النهوض من تحت الركام أو الاستسلام للدوامة.

وفي انتظار أن تتحرك الإدارة لإعادة ترتيب البيت، تبقى دعوة الأنصار واحدة وواضحة: “أنقذوا الوفاق… قبل فوات الأوان.”

إغلاق