وجهة نظر
أكلة” العصيدة” ملاذ العائلات خلال برودة الطقس

تلجأ أغلب العائلات في ولاية الطارف خاصة في القرى والمداشر وأماكن تساقط الثلوج مع شدة البرودة إلى تناول الأكلات الشعبية القديمة والمتوارثة عن الأجداد وتتداولها حرائر المنطقة، خاصة النسوة كبار السن اللواتي تتفنن في اتقان الأكلات الشعبية مثل الطمينة، الغرايف، والرفيس وغيرها من الأطعمة التي تتطلب فنيات عالية في طرق تحضيرها، وفي مقدمة تلك الأكلات نجد ما يسمى ب طبق ” العصيدة” ملاذ العائلات الجزائرية الطارفية بالموازاة مع برودة الطقس والتقلبات الجوية و تساقط الثلوج والأمطار. حيث تقوم ربة البيت بتحضير أكلة العصيدة لأفراد أسرتها خاصة في الصباح بكل دقة واحترافية، كانت قد تعلمتها عن جدتها، إذ يتجمع أفراد الأسرة حول الموقد التقليدي المتكون من الحطب حيث تأتي المرأة ب 3 قطع متوسطة الحجم من الحجارة توضع على شكل مثلث، وتقوم ربة البيت بتحضير الحطب وإشعال النار، ثم تأتي بقدر من الطين الخام وتسكب بداخله كمية من الماء ثم تضيف كمية من دقيق القمح الصلب مع قليل من الملح، بعدها تستمر في التحريك بملعقة خشبية ثم تضع القدر على النار وتستمر في مزج المكونات مع اضافة في كل مرة القليل من الماء مع الخلط باستمرار لمدة نصف ساعة أو ساعة إلا ربع حتى يصبح على شكل كتلة لينة من العجين وخفيفة المذاق ،عند نضجها تنزع القدر من فوق النار ،وتوضع أكلة العصيدة في صحن يضاف لها زيت الزيتون ،أو زبدة مذابة مع 4 ملاعق سكر أو عسل طبيعي وتقدم ساخنة، أكلة العصيدة غنية بالسكريات والنشويات اذ تعطي الجسم سعرات حرارية مع الشعور بالدفء وسرعة الهضم وعدم الشعور بالجوع أثناء تناولها لساعات طويلة ، وتفيد الدراسات أن البروبين المتوفر في وجبة العصيدة، يساعد الأشخاص على التعافي من آلام العضلات بعد التمرين، ويحسن مشاكل الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، ويشير خبراء التغذية إلى أن أي إضافات للعصيدة تعتبر كنوع من المكملات الغذائية وهي مفيدة للصحة بشكل عام. فقد تغني العصيدة بنكهات وأشكال عديدة. ولمعرفة هل اصبحت أكلة العصيدة جاهزة ام لا يكون ذلك باختفاء طعم الدقيق وتصبح ذات مضاق طيب وملمس ناعم وبالتالي هي في مرحلة التقديم لأفراد العائلة، نشير أن ولاية الطارف تشتهر بأكلة العصيدة التي تعتبر من أهم الأطعمة التي تقدم للضيوف تعبيرا عن حسن الضيافة في الجود والكرم مع الإيحاء بنبل أهل المنطقة المضيافة.