إحتضنت، صبيحة اليوم، قاعة المحاضرات لمديرية النشاطات الطبية وشبه الطبية بالمركزالاستشفائي الجامعي “سعادنة محمد عبد النور” بسطيف الأيام الجهوية التكوينية التي تدوم 3 أيام كاملة لفائدة المنسقين و المحققين المشرفين على عملية المسح الوطني الشامل حول عوامل الأخطار المسببة للأمراض غير المتنقلة، من تنظيم وزارة الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات، و بمرافقة مكتب منظمة الصحة العالمية بالجزائر .
أشرف على افتتاح الأيام التكوينية مدير الصحة و السكان بالولاية السيد “عبد القادر بغدوس” بحضور الدكتورة “نذير جميلة” المكلفة ببرنامج الأمراض غير المتنقلة بوزارة الصحة والدكتورة “أوبراهام ليليا” ممثلة مكتب منظمة صحة العالمية بالجزائر و أكثر من 90 طبيبا من 7 ولايات سطيف، تبسة، سوق أهراس، قالمة، أم البواقي، بجاية و باتنة.
مدير الصحة أكد في كلمته الافتتاحية أن الأيام التكوينية تعد فرصة لتقديم التوجيهات المعنيين بعملية المسح من طرف المختصين وتهدف إلى إنشاء بنك معلومات يضم معلومات عن المواطنين حتى تكون هناك نظرة عامة عن النمط المعيشي لهم، و كذا الاكتشاف المبكر لمختلف الأمراض المزمنة غير المتنقلة والتي طالما استهلكت الكثير من ميزانيات وزارات الصحة، خاصة و أن أغلب الإحصاءات بينت أن أسباب الوفيات حول العالم من الأمراض غير المتنقلة ارتفعت بنسبة كبيرة، هذا ما أجبر القائمين على القطاع الصحي بضرورة إعداد برامج وقائية للحد منها، و هذا المسح الوطني يدخل في إطار السياسة الوطنية و المخططات الوقائيــــــــــــة التي سطرتهـــــا وزارة الصحة، لاسيما المتعلقـــــة بمكافحــــــــة عوامـــــــل الخطـــــــــورة المتسببــة فـي الإصابة بالأمراض المزمنة (2015-2019).
فيما كشفت الدكتور “نذير جميلة” أن هذه الأيام هي مخصصة للمحققين الذين يقومون بالمسح الوطني المتعلق بعوامل الخطر المسببة للأمراض غير المتنقلة، و يعتبر هذا التكوين الثاني من نوعه و يضم ولايات الشرق الجزائري بعد الأول الذي أنتظم بالجزائر العاصمة و ضم ولايات الوسط، في انتظار تنظيم أيام أخرى حتى يمس 48 ولاية عبر الوطن و يكمن الهدف من التكوين في تقييم عوامل الخطر المسببة للأمراض غير المتنقلة، من أجل تكوين قاعدة بيانات في المستقبل التي يمكن الاعتماد عليها للتمكن من التخطيط المستقبلي لكل الأمراض غير المتنقلة.
كما يهدف المسح الذي سيتم إنجازه بالتنسيق مع الديوان الوطني للإحصاء ومكتب المنظمة العالمية للصحة بالجزائر، إلى الكشف عن نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة المنتشرة في المجتمع بغية التوصل إلى وضع برامج وقائية ضد انتشار هذه الأمراض، ويستهدف الفئة العمرية ما بين 18 و 69 سنة التي اختارتها المنظمة العالمية للصحة باعتبارها الفئة الناشطة في المجتمع و المؤثرة على الإقتصاد الوطني، حيث سيشمل المسح أزيد من 7000 عائلة تمثل كل ولايات الوطن .
وأضافت أن أهمية المسح تسمح بكشف التغيرات التي مست النمط المعيشي للمجتمع الجزائري و التعرف بدقة عن نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة، من بينها السكري، ارتفاع ضغط الدم الشرياني، الأمراض التنفسية و القلب، الصحة العقلية، الفم والأسنان و غيرها، حيث تم تجنيد إطارات لإنجاح هذه العملية من أجل الحصول على معلومات دقيقة سيتم استغلالها في وقت قياسي لتقديم النتائج الأولية لهذا المسح وعرضها على أصحاب القرار.
أما ممثلة المنظمة العالمية للصحة فقد أكدت أن هذه الأمراض المرتبطة في غالب الأحيان بعاملي السن والسلوك المعيشي أصبحت تنتشر لدى الفئات العمرية الشابة، و أنه لا يمكن التحكم فيها دون التدقيق في معدل الإصابة والعوامل المتسببة فيها، و أوضحت أن المسح الوطني هو طريقة قامت بها المنظمة العالمية للصحة لتقييم النظام الصحي بالجزائر، و حتى يكون هناك توافق بين كل البلدان في العالم لإجراء مقارنة بينهم .