مجتمـع

التكنولوجيا تخطف أطفالنا

الأستاذة : زهرة بن شرقية – سطيف
غزت التكنولوجيا جميع نواحي الحياة كما انها استطاعت ان تصل لجميع الفئات العمرية من الذكور والإناث، فاستطاع الإنسان أن يخترع الكثير من الأجهزة والألعاب التي تعتمد بشكل اساسي على تطور التكنولوجيا، فأصبحنا نشاهد الهواتف الذكية والايباد، والبلاك بيري والألعاب الالكترونية، بحيث لم تقتصر على استخدام الكبار فقط بل اصبح الاطفال من عمر السنتين يحبون هده الاجهزة و يتعلقون بها الى درجة انهم اصبحوا لا يصغون عند التحدث إليهم مرارا وتكرارا ونحاول إبعاد نظرهم المتعلق بشاشة الكمبيوتر او الهاتف او الايباد ولو قليلا لكن دون جدوى، فنجدهم مبرمجين عقليا و نفسيا و مقيدين حركيا فمع كل زر يدخل الطفل لعوالم مختلفة انها التقنية بلا شك، فنشجعهم بالعيش في العالم الافتراضي كما نجدهم يعيشون في عزلة بغرفتهم للاستمتاع بهده الاجهزة بلا رقيب و يتنازلون عن اجمل مراحل حياتهم للأسف و ذلك بدون وعي منهم حتى الحديث العفوي نفتقده في أحاديثهم التي أصبحت مملة، فعلا اشتقنا للألعاب الشعبية ولرؤية أبناءنا وهم يلعبون ونستمتع بأصواتهم، فالطفل ما قبل الاستهلاك المفرط الحالي للتكنولوجيا حضي برعاية امثل من والديه ومحيطه فهو كان يقضى ساعات اكثر يوميا مع افراد عائلته في المنزل وخارجه يميل إلى المطالعة والقراءة والأنشطة الجسدية والاجتماعية على عكس ما هو عليه الآن من إدمان والجلوس لفترات طويلة أمام هاته الاجهزة مما يعزز أنانيته وسوء تغذيته وضعف نظره ويخلق له اضطرابات  نفسية كالانطواء والتوحد والعنف حتى تنتهي به بإعاقات عقلية، فكيف نحمي أبناءنا من مخاطر هاته الاجهزة الالكترونية قبل فوات الاوان؟.

الاطفال هم فئة عمرية مازالت تنمو جسديا وفكريا واستطاعت التكنولوجيا أن تساعد في التطور الفكري في حال اذ تم استخدامها بنوع من الحذر والحيطة، فعلى كل الفئات التدخل خاصة الوالدين فعليهم مراقبة وتوجيهم الى البرامج العلمية التي تزيد من قدراتهم وبرمجة الوقت الذي يجلس فيه امام الجهاز ومع التأكد من مشاركته في مختلف انواع الانشطة التي يمارسها الطفل، ولابد من غرس الوازع الديني في ابناءنا وهدا ما نفتقده الانلنتجنب العواقب التي لا يحمد عقباها فيما بعد الناتجة عن الافكار الغربية الدخيلة على مجتمعنا من خلال هاته الأجهزة، كما لا ننسى دور الاعلام المهم في توعية وتحسيس الأسرة وأبناءنا بخطورة الاستخدام المتكرر لها.

اطفالنا هم اساس المجتمع الدي لا يصلح الا بصلاحهم فلابد من الحفاظ على تنشئتهم تنشئة اجتماعية سليمة و لنكون نحن قدوتهم في الحاضر بشخصية قوية تتحدى التكنولوجيا بسلبياتها وإيجابياتها لصنع جيلا قويا في المستقبل يحافظ على هويته ومجتمعه.

زهرة بن شرقية
أستاذة في كلية العلوم الإنسانية

 

وطنية نيوز

قناة وطنية نيوز، إخبارية رقمية تابعة لمجمع وطنية ميديا الإعلامي، تهتم بالأخبار الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق