أرشيف
الثقافة لغة الشعوب وتجاوز الخلافات
وصف حمادي جلال المدير الفني لفرقة النجاح للسُلامية التونسية الثقافة بأنها لغة الشعوب قائلا ”الثقافة لغة التقارب بين الشعوب وبها يتم تجاوز أي نوع من الخلافات بين الأشقاء” مضيفا بأن تميز الطريقة السُلامية المتبعة من فرقته يتمثل في سردها لقصة المولد النبوي الشريف من سلالة الرسول عليه الصلاة والسلام منذ آدم عليه السلام إلى يوم ولادته، المأخوذة من مجلد ”البَرَزَنْجي”, و كذلك احتواء المقاطع الإنشادية للفرقة على ما يسمى (التعطيرات)، التي يقال فيها “عطّر اللهم قبره الكريم بعَرف شذي من صلاة وتسليم… اللهم صل وسلم وبارك عليه” .
و أضاف محدثنا على هامش الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي الجارية فعالياته بدار الثقافة سطيف تحت شعار ( السماع لغة الطمأنينة والسلام ) من 7 إلى 12 نوفمبر الجاري أن العرض الذي سيقدم لجمهور السماع في اليوم الرابع من المهرجان يعد الثاني عشر للفرقة، وفيه خلاصة خبرة 25 سنة من العمل الدؤوب في ميدان الموسيقى الروحية .
و بخصوص إدخال الآلات الموسيقية على نوع أو طابع الإنشاد الصوفي الذي كان سابقا يؤدى دونها و يعتمد فقط على الصوت الشجي للمنشدين نفى ذات المتحدث أن يكون ذلك تشويها و مساسا بهذا الطابع الروحي معتبرا أنها عملية عصرنة و تفتح على الحضارات و التقاليد الأخرى
وحسب المتحّدث، فإن الفرقة التونسية يقودها المنشد الصوفي المعروف الشيخ حاتم الفرشيشي, و تماشيا مع العصر
وأشاد المتحدّث بالمستوى الذي وصلته الجزائر في مختلف المجالات وعلى رأسها الثقافة، التي وصفها بلغة الشعوب التي ” الثقافة لغة التقارب وبها يتم تجاوز أي نوع من الخلافات بين الأشقاء”، مواصلا أنه لا يرمي ورود عندما يقول أن الشيء المُفرح في الجزائر هو التقاليد الراسخة في الإنشاد الديني مع التفتح على العالم الخارجي، قائلا ” لا حظنا أن المنشد الجزائري يحافظ على تقاليده وفي نفس الوقت يبحث عن التجديد، وهي الخاصية التي تتميز بها الفرق الجزائرية، وصعب جدا أن تحافظ على تراث بلدك وفي الوقت نفسه تكون منفتح على حضارات وتقاليد أخرى و انسجام ولم يكن يوما تشويه لأصالة السماع الصوفي .
جدير بالذكر أن فرقة النجاح للسُلامية تأسست سنة 1991 في مدينة المنستير بتونس على يد ثلة من الشباب المولوع بالإنشاد الديني، الذي عرف مرحلة ركود و عزوف من الشباب آنذاك الذي كان يميل نحو الموسيقى الغربية, و تعد كذلك فرقة النجاح من أعرق الفرق المختصة في الإنشاد الصوفي في الجمهورية التونسية، لها كم هائل من الجوائز الوطنية والمشاركات المحلية والدولية، منها 22 جائزة وطنية ومشاركات دولية في مصر والصين وغيرها، أما في الجزائر، فتعتبر هذه المشاركة الأولى لها, إلا أن شيخ الفرقة حاتم الفرشيشي شارك في الطبعة الخامسة كضيف شرف .