دولي
كوريا الشمالية في أقوى وضع استراتيجي لها منذ عقود

كشف تقرير استخباراتي أمريكي صدر يوم الجمعة أن كوريا الشمالية باتت في “أقوى موقف استراتيجي” لها منذ عدة عقود، وذلك في ظل تسارع برامجها لتطوير أسلحة متقدمة تهدد القوات الأمريكية وحلفاءها في شمال شرق آسيا، بل وتمتد لتهديد الأراضي الأمريكية ذاتها.
وجاء هذا التحذير ضمن تقرير “تقييم التهديدات العالمية لعام” 2025″ الصادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية التابعة للبنتاغون، والذي تناول أبرز التحديات الأمنية التي تواجه الولايات المتحدة، من بينها كوريا الشمالية والصين وروسيا وإيران، فضلاً عن الجهات الفاعلة غير الحكومية.
وأشار التقرير، الذي نقلته وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية، إلى أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بات أكثر ثقة في شرعيته الدولية واستقرار نظامه السياسي، مستفيدًا من تحالفاته العسكرية، وفي مقدمتها الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعها مع روسيا في جويلية من العام الماضي.
ليعكس هذا التقييم الاستخباراتي تحولات نوعية في موازين القوة في شمال شرق آسيا، حيث تحولت كوريا الشمالية من دولة منبوذة دوليًا إلى لاعب إقليمي يتمتع بدعم استراتيجي من قوى كبرى مثل روسيا، مما اصبح يعزز موقفها التفاوضي ويزيد من قدرتها على المناورة في الملفات الأمنية والعسكرية في المنطقة.
لهذا يرى محللون أن تطور البرنامج النووي والصاروخي الكوري الشمالي، خاصة ما يتعلق بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs)، يمثل تهديدًا مباشرًا للأراضي الأمريكية، وليس فقط للقواعد العسكرية في اليابان وكوريا الجنوبية.
كما أن تعميق التعاون العسكري مع روسيا في ظل الحرب الأوكرانية قد يوفر لبيونغيانغ تقنيات أو موارد كانت محرومة منها بسبب العقوبات الدولية.
ويأتي هذا التهديد في وقت يشهد فيه النظام الدولي تحولات جذرية، مع تصاعد التوترات بين الشرق والغرب، وتراجع فعالية العقوبات كأداة ضغط على الأنظمة المسلحة نوويًا.