وجهة نظر
بوعينا ولحمتنا سنكسر سلسلة انتشاره …

بقلم: سهير بن سالم
في أحلك الظروف يساند الجميع بعضه يدا بيد معا لتجاوز المحنة، ومحاولة إدارة الأزمة بسبل ناجعة وفعالة والأقل ضررا للخروج منها، ولما لا التفوق عليها بشكل نهائي، ظهر كورونا فاختفى العلماني والليبيرالي والإشتراكي والرأسمالي والخارجي التكفيري الذين كانوا بالأمس القريب الواجهة التي تتكلم بكل فنطازية عن مدى قوتها ودهائها في إدارة الأمور وحتى الأزمات، الآن وبهذا الظرف العالمي الجائح وجدنا العكس تماما غير أن من بقي للعمل بكد وجد في سبيل الوطن هم الجيش بدرجة الأولى والمواطن، الدرك، الشرطة، الحماية المدنية تحت رعاية وإشراف رئيس البلاد ، وفي الأخير أنبل المهنيين على الإطلاق الأطباء يجابهون لوحدهم أصعب الأزمات.
الجزائريون الذين في قلوبهم الجزائر اختاروا الانتخابات وكلهم ثقة وأمل كبيرين لبناء جزائر جديدة وجعلها من أقوى الدول في العالم، لكن حدث ما لم يتوقع ولم يكن في الحسبان البتة دخولها في مرحلة عصيبة من شأنها أن تغير كل المخططات عن منحاها الحقيقي التي جهزت في إطار المؤسسات التي تضطلع بتسيير البلاد في هذا الوضع المتأزم، هنا وفي هذا الوقت بالتحديد نرى من سيصمد مع هاته الأزمة في سبيل تخليص الوطن من الجائحة بغض النظر عما من يكون الأهم انه جزائري. وهذا ما يجعلنا نطرح سؤال أغلب المساجد تبنى من تبرعات المسلمين أين هي تبرعات العلمانيين لبناء المستشفيات ؟؟ الذين كانوا ينادون بالديموقرطية البحتة.
كورونا يقول عنه يقول الأطباء أنه مرض يصيب الرئتين فلا يترك للحياة بقاء، ويقول العلماء أنه مجرد فيروس وفي معاملنا لكل داء دواء، ويظن الخبراء أنه وباء مفتعل لضرب اقتصاد دول معينة دون عناء، ويراه ذوي القبعات السوداء أنها حرب بيولوجية خفية لتقديم الطاعة والولاء. كل هذا وذاك يجعلنا نفكر في ربما أن العالم على مشارف قوة جديدة، كلها توجهات فكرية تتعدى المعقول والمعتاد، الأصح أن هذا الوباء ما هو إلا جندي من السماء أرسله الله إلينا ليقيم الحجة علينا ولن يدركها سوى العقلاء فلا عذر اليوم للذين نهاهم الإسلام عن المخالطة وكانوا يتصافحون بالعناق والقبل واليوم نراهم يلقون التحية من أمتار حتى يضمنوا لأنفسهم السلامة ولا عذر للتي أمرها دينها بالحجاب فاستهزأت به ونعتته بالجهل والتخلف واليوم نراها ترتجف وتتوجس فلا تخرج للشارع بدون قفازين وكمامة، ولا عذر للذي سخر من صلاتنا وقال إنه طاهر نقي ولا يحتاج لوضوء وهاهو اليوم يكررغسل يديه بقوة حتى يكاد أن يكسر عظامه، ولا عذر للملحد للذي أبى أن يؤمن بالله حتى يلمسه ويراه وهو الآن في حجر صحي يرتعب من عدوى لا ترى أمامه، ولا عذر للكثيرين حتى يصحى كل ضمير ويعرف مقامه، فحتى الكعبة الشريفة في مكة المكرمة تبرأت من لمس أيدينا لها حتى تصحى الضمائر وننكسر أمام الله في توبة و ندامة .