أرشيف

حوار مع المفتش التربوي و الكاتب صالح شريط من ولاية باتنة

س1:/ من هو الأستاذ صالح شريط؟
ج:/ صالح شريط من مواليد 17 نوفمبر 1961 بكشيدة ولاية باتنة ، متزوج و أب لثلاثة أبناء ، متقاعد كمغتش التعليم الإبتدائي لي شهادة علمية تكمن في ليسانس أدب عربي تحصلت عليها لجامعة باتنة سنة 1994، و كذا شهادة مهنية و هي إنهاء التكوين المتخصص كمفتش التعليم الإبتدائي سنة 2000 بالحراش ولاية الجزائر العاصمة . من بين أعمالي المطبوعة ديوان شعر (ما تبقى من وجه القمر و رواية مخاض الأرصفة الفائزة بالمركز الثاني في جائزة أبوليوس التى نشرتها عن دار إكوزيوم أفولاي للنشر و التوزيع ، وقد كان هذا العام لقاءً متميزاً معكم السيد جلال ، أمتلك أيضا مقالات تربوية بالجرائد اليومية ، و ساهمت في تنشيط مشاريع التربية التحضيرية2016 /2014/2015 على التوالي بولاية باتنة والجزائر العاصمة تحت إشراف وزارة التربية الوطنية.

س2:/ في أي وقت بدأت جرد حروف كتابك؟
ج:/ شرعت في كتابة رواية ” مخاض الأرصفة ” سنة 2019 ، كانت طريقة الكتابة وقتها تخضع للظروف الخاصة و للمزاج طبعا، عموما أوقات الكتابة لدي ـ عادة ما تكون ـ في الساعات المتأخرة من الليل .
☆وهذه أهم خطوات الكتابة في جلسة واحدة :
• الاحاطة بالفكرة وتحديدها
• الكتابة عن الفكرة بطريقة آلية ( تقييد الفكرة ) ودون احترام القواعد اللغوية والفنيّة وغيرها من القواعد وذلك حتى لا تضيع الفكرة فهي الأهم في هذه المرحلة، وهي أهمّ مرحلة بالنسبة إليّ
• العودة لما كتبته وتنقيحه وتصحيح صياغته بتأنّ، مع مراعاة الجانب الفني والجمالي للغة والأسلوب والصورة الفنية ومدى انسجامه مع السياق وشخصيات الرواية .
☆بعد الإتمام من عملية كتابة الرواية على الحاسوب طبعا.
• أقوم بطبع مخطوط منها وأعكف على مراجعتها وتنقيحها ( التبويب ، علامات الترقيم ، الفصول ، الشكل واللغة ،،)
• مراجعة الأسماء ، أسماء شخصيات الرواية والتأكد من صحة الأحداث التاريخية فيها، صحّة الخزانة المعرفية للرواية والمعلومات التي وردت فيها .
• العودة إلى نسخة الحاسوب وتنقيحها من جديد حسب النسخة ( المخطوط ) الذي صححته.
_ قد كان لي بعض الدعم من الآخرين ربما هو نوع من المجاملة لكن بصدق أقول : أن المدعّم الأول والأخير هو إيمان الكاتب بفكرة أهميّة الكتابة وبما يكتبه.

س3:/ هل سبق و شاركت بمعارض أو نشاطات مختلفة ؟
ج:/ نعم، على الصعيد الداخلي شاركت في المعرض الدولي للكتاب سيلا في نسختيه الأخيرتين ، حيث شاركت بديوان شعر ( ماتبقى من وجه القمر ) في المعرض الدولي للكتاب سيلا سنة 2019 ، كما شاركت به في المعرض الوطني بولاية باتنة وفي نفس السنة 2019 أيضاً شاركت في المعرض الدولي للكتاب النسخة الأخيرة 2022 بروايتي ( مخاض الأرصفة ).

س4:/ من هو قدوتك في عالم الكتابة ومن هو قدوتك؟
ج:/ ربما أعود الى طفولتي و جائزة أخي الأكبر لتفوقِ الدراسي كان عبارة عن جائزة مدرسية و هي عبارة عن رواية للأديب الروسي ماكسيم غوركي (الأم)، هذا عن أول رواية قرأتها دون وعي وكلّ ماعلق في ذهني من هذه الرواية كان عبارة عن معاناة الأم ومايلاقيه الانسان من فقر وحرمان وغيره ، وربّما كان هذا ينطبق عما كنا نعانيه على مستوى أسرتي وعلى المستوى الاجتماعي كذلك . وفيما بعد قرأت لجزائريين ، لعبد الحميد بن هدوقة (ريح الجنوب ) ،وكذلك الطاهر وطّار (اللاز) ومن العالم العربي قرأت لطه حسين ( الأيام ) ولنجيب محفوظ، العقاد، مصطفى لطفي المنفلوطي، حنه مينه.
ـ أما الروايات الغربية المترجمة فقد قرأت ( الغريب ) ل ألبير كامو ،وللروسي فيودور دوستو يفسكي روايته ( المقامر ) وللبرازيلي باولو كويلو روايته ( الخيميائي ) وللأمريكية (بيرل باك ) روايتها الجميلة ( الأرض الطيبة ) وقد أعجبت بها .

وأعجبت كثيرا و بكل ما قرأته لكنّني لم أفكّر في الكتابة الروائية لأنني كنت أراها شاقة، أو أنه ليس في مقدوري أن أكتب رواية في مستوى طموحي لذلك كنت أكتب الخواطر والشعر الحر والعمودي وأنشره في الجرائد اليومية والأسبوعية خلال نهاية الثمانينات والتسعينات ومطلع القرن العشرين الماضي. لم تكن لي الجرأة بتاتاً أن أخوض ميدان الكتابة الروائية ولم يكن في مقدوري التوفيق بين الوظيفة (مفتش التعليم الابتدائي ) وبين الكتابة والرواية على وجه الخصوص الّا بعد التقاعد وفي سن الستين تفرّغت للكتابة الروائية وكانت ( مخاض الأرصفة ) أول تجربة لي في هذا المجال.

أما عن القدوة لي في ميدان الكتابة فربما كان ذلك في الشعر، حيث تأثرت بالشاعر العراقي أحمد مطر لأنني كنت حينها في فترة الشباب ، أما في الحقل الروائي فقد أعجبت بالكثير من الروائيين وربما قد تأثرت بأساليبهم وطريقة سردهم لكن ليس بمستوى أن يكونوا قدوة لي.

س5:/ هل استقبلتك وسائل الاعلام يوما سواءً الصحافة المكتوبة أو التلفزيون ؟
ج:/ (مبتسماً)وسائل الإعلام بصراحة لم اُستقبل من قِبلها لا المكتوبة منها ولا المرئيّة إذا استثنيت جريدة الأوراس سنة 2019 لما طبع لي ديوان الشعر ( ماتبقى من وجه القمر)

س6:/ أذكر بعض العراقيل التى وجدتها في مسيرتك ؟وهل أنت راض عن نفسك فيما قدمته؟
ج:/ ما تعلق بالعراقيل التي واجهتني هي حينما تشعر بأنك وحدك بلا مناصر أو مشجع لك ، كذلك بعض الظروف التي تعيق العمل الابداعي وتجعله شاقا وغير مجد وبلا مردود… تجاربنا في الحياة كثيرة و نحن إجتزنا مراحل شاقة و أخرى جيدة لا ننكر ذلك و الحمد لله على كل حال .

س7:/ هل يمكن التوفيق بين العمل و الكتابة مع بعض؟
ج:/ من الصعب أن توفق بين العمل وبين الكتابة الاِبداعية، غير أنني لم أطبع أعمالي اِلا بعد أن تقاعدت وتفرغت للكتابة والنشر، وهذا أيسر وأحسن .

س8:/هل كتابك لاق حقه في النقد الأدبي الأكاديمي؟
ج:/ الرواية صدرت حديثا 2022 ، وحتى حفل التكريم الخاص بالفائزين بالمراتب الثلاثة في مسابقة أبوليوس لم يقم بعد للتشهير بها، لذلك فربّما لا زال الوقت مبكرا على أن تلقى روايتي ( مخاض الأرصفة ) حقها من القراءة ومن النقد ، ونتمنى ذلك مستقبلا في أعمالي الروائية و الشعرية أيضا و نحن نحبذ الإنتقاد البناء و ليس الهدام طبعا.

س9:/ ما هو تأثير الأنترنت في البحث خاصة للطلاب بدل استعمال الكتاب ؟
ج:/ بالنسبة لي فالأنترنت يمكن أن يكون نعمة أو نقمة حسب طريقة توظيفه واستعماله، غير أنني أراه في عمومه مفيد فمن خلاله نربح الوقت في تحديد بعض المعارف والتأكّد من صحّتها أو سلامتها، أما بالنسبة للمؤلفات الأدبية والإبداعية واقتنائها وقراءتها فأنني أقف إلى صف الكتاب الورقي بدلا من الكتاب الرقمي، (فخير جليس في الأنام كتاب) هو ملموس نقلّب أوراقه وليس على الشاشة .

س10:/ إختر للقراء مقتطف عن روايتك “مخاض الأرصفة” ؟
ج:/ هذا مقتطف قصير جدّا من أحد فصول رواية ( مخاض الأرصفة ) ،،، لا أعرفُ كيف ارتكزتْ يداي على ركبتيّ لأنْتصبَ وتحملني قدماي إلى ذلك الباب البنّي ، الذي بدا لي لما دنوت أكثرَ منه غريبا وموحشا بشكله ولونه ورائحته ، ومن ورائه تكْمنُ كلّ الأسرار والقرارات ، وأنا الآن وفي هذه اللّحظات العصيبة مخيّرٌ بين أن أبْقيه موصدا وأعود أدراجي ، وبين أن أقتحِمه فتخرجُ لي خباياه فأتصدّى لها كيْفما كانت ، لكنّني والحمد لله استجْمِع قواي وأضغط بقوّة على المقْبض وأديره ، فأسمع أزيزه كأنّه الأنين يخْرجُ من قبْضة يدي لا منه ، استجْمع قِواي وآخذ نفسا عميقا ليتناثر الهواء من زفراتي على عتبة باب مكْتب السكرتيرة من الضفّة الأخْرى ، أحِسّ بهواء ناعم ومعطّر يملأ المكان وينْساب إلى أنفي ،كان عِطْرُ المكتب الفوّاح يخْترق خياشيمي، وهاهي الكاتبة لا تزال تضع أنبوبة العطر بعد أن نثرت من رذاذها في القاعة تضعها على حاشيّة مكتبها، وسمّاعة الهاتف المحْمول تتدلّى من على صدرها وشعرُها الأسود ينزل كَستارٍ متأرْجحٍ يُخْفي جزءًا كبيرا من وجّهها الأسمر وهي مُنكبّة على مكتبها تعدّل و ترتّبُ .

س11:/ كلمة توجهها للقراء ولمن يرغب الولوج لعالم الكتابة ؟
ج:/ أنا في بداياتي أحبو في هذا المجال ولا يمكنني أن أنصح غيري فأنا بحاجة لناصح ينصحني وموجّه، وإن كان ولا بد من كلمات من رجل ستيني ( تجاوز عتبة الستين ) فاِنني أقول لكل من يهم بولوج هذا الميدان أو إلى أيّ شخص متلهّف للطبع والنشر ، أقول له ثلاث كلمات :1 ـ اقرأ وطالع جيدا 2ـ ثم اقرأ وطالع واكتب ولا تنشر أو تطبع 3 ـ ثم اقرأ وأكتب وفكّر في النشر بعد استشارة من سبقوك ومن المختصين . في الأخير حريّ بي أن أوجه فائق شكري للقناة الالكترونية (وطنيّة نيوز ) على هذه الالتفاتة الرائعة ، والشكر لكل أفراد طقم القناة وعلى رأسها الأخ جلال مشروك . ألف شكر .

حاوره: جلال مشروك.

 

مشروك جلال

جلال مشروك ----------------------------- أمين عام جمعية فنية و ثقافية كاتب صحفي ------------------------------ مراسل وطنية نيوز ولاية العاصمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق