مجتمـع

خجل الأطفال

يعد الخجل عند الأطفال من أخطر الأمراض النفسية، لأن الطفل في صغره يمكن أن يصبح فاشلا في حياته الاجتماعية والمهنية، ولذلك يجب على الوالدين إنقاذ طفلهما الخجول وعلاجه من هذا المرض الذي قد يدمر مستقبله ا
يمكن للأم أن تعرف أن طفلها يعاني ظاهرة الخجل من خلال تصرفاته، و ذلك يبدو واضحا عندما يرفض أن يختلط بالأطفال الذين هم في سنه, و يجب العزلة و الانطواء على نفسه.

كما يمكن للأم أن تلاحظ ذلك عندما تذهب مع طفلها لزيارة أحد الأقارب أو عندما يأتون هم إلى زيارتها، و حين تحاول أن تقدم لهم طفلها تجده يتراجع للخلف و يقف إلى جانبها أو ورائها, و عندما تدفعه لكي يرحب بأحد نجده مصرا على الابتعاد, و قد يبدأ بالبكاء, كما يمكن معرفة أن الطفل خجول من خلال قضمه لأظفاره, فهو يحاول بذلك أن يعبر عما في داخله من خوف من الآخرين و الخجل منهم, فليلجأ إلى قضم أظفاره حتى يكاد الدم ينزف منها.

و ليس كل الخجل سيئا، لأن الخجل أمر عند الإنسان بشكل عام، و الطفل بشكل خاص, و لكن عندما يتحول الخجل إلى ظاهرة تعزل الطفل عن محيطه, يصبح أمرا خطرا يجب علاجه من قبل الوالدين و المحيطين بالطفل, أو من قبل طبيب متخصص في ذلك.

سبب الخجل:
كما أسلفنا فإن الخجل ظاهرة طبيعية عند الإنسان، مثل الجوع والخوف والألم…الخ. ولكن الخجل المفرط هو الذي نتحدث عنه ويحتاج إلى تدخل خارجي لتخليص الطفل منه. و يرجع الكثير من أطباء النفس الخجل المفرط إلى الخوف، و يؤكدون ذلك من خلال ملاحظاتهم للغة الجسد عند الصغار, فالطفل الذي يشعر بالخجل المفرط عادة ما يرتعش جسمه عندما يلتقي أي شخص غريب حتى و لو كان هذا الغريب يحاول الترحيب به.

أيضا يكون غير قادر على الكلام، أو التعبير عن رأيه، أو حتى رد التحية، ثم بعد ذلك تصبح لغة الجسد عنده أكثر وضوحا كأن يبدأ بالارتعاش بشكل واضح مع وجود عرق كثيف على باطن يديه، و عند محاولة لمس يديه من الداخل يكون العرق ساخنا و كثيفا، و كأنه يضع كفيه على بخار ماء، و في حالة كهذه يجب إخراج الطفل من حالته النفسية إلى مكان بعيد نسبيا عن الناس، و إلا فإن دقات قلبه ستزيد و يزيد تعرقه و سيفقد الكثير من السوائل دون أن يشعر أحد به, و هذا سيسبب له زيادة في خفقان قلبه ما يشكل خطرا على حياته . وإذا كان الطفل يعاني هذا النوع من الخجل فإنه يحتاج إلى معاملة خاصة في البيت والمدرسة لأن علاجه من ظاهرة الخجل سيحدد نجاحه في الحياة من فشله.

ويجمع 82% من الأطباء النفسانيين على أن الخوف هو السبب الرئيس في ظاهرة الخجل المفرط عند الأطفال، سواء الخوف من المجتمع أو من الأهل أو من المشاعر الداخلية، أو من الظلام أو من الأطفال، أو من عواما نفسية، كأن يكون الأب أو الأم أو أحد في الأسرة يعامله بقسوة، فالخجل المفرط لا يولد مع الطفل، وإنما يكتسبه من خلا المحيط الذي يعيش فيه.

كيفية العلاج:
بداية علينا أن نعرف أن الخجل المفرط يحتاج إلى الكثير من الوقت و الصبر لعلاجه, و هذا يعتمد على قدرة الوالدين على ذلك, أيضا يجب ألا يشعر الوالدان ابنهما بأنه يعاني ظاهرة الخجل, بل عليهما أن يشجعاه على تجاوز هذا الأمر دون الكاتب الصحفي عيسى فراق بئر الشهداء أم البواقي التهويل أمامه بأنه طفل غير طبيعي . كما يجب عدم انتقاده أمام إخوته الذين هم اكبر منه سنا, وعدم السماح للآخرين بانتقاده و توبيخه, بل يجب التعامل معه بحذر شديد لأن ما يعانيه ظاهرة مرضية حقيقية من المفروض عدم الاستهانة بها.

يجب تشجيع الطفل الخجول على الكلام أمام الناس فإن لم يتمكن من ذلك فلا بأس, و هنا يمكن للأم أن تشجعه بالحديث أمامها و أمام والده, أو أحد إخوته, و عندما يبدأ بالحديث فمن المفروض عدم مقاطعته, و عدم الضحك من الكلام الذي يقوله حتى لو كان ما يقوله غير منطقي أو كلاما غير مترابط لأن المهم هو تشجيعه على الكلام و حسب.

عندما ينتهي من كلامه من المفروض إظهار الإعجاب بما قاله و بالطريقة التي تحدث بها, ثم بعد ذلك يمكن توجيهه بطريقة هادئة إلى الطريقة السليمة للحديث, كأن تقولي له: كلامك كان رائعا, و لم أكن أتوقع طفلا في سنك أن يتحدث بهذا الأسلوب, و لكن هناك بعض الأمور لو تجنبتها ستكون أكثر من رائع.

ومن المفروض أن تقول الأم لطفلها هذه الملاحظات، وهي تضمه إلى صدرها كي يشعر بأن هذه الملاحظات لا تفقده حب وإعجاب أمه به.

وإن كان الطفل يذهب إلى الروضة أو المدرسة فعلى الأم أن تخبر مدرسة الفصل أن ابنها يعاني الخجل وهو بحاجة إلى رعاية خاصة، عندها ستطلب معلمة الفصل أن يتكلم وسط زملائه وستشجعه على ذلك، شيئا فشيئا سيتخلص من هذه العادة.

سرمد

القلم الذي لا يحمل هموم المظلومين وجوع الفقراء وأنين الوطن لا يصلح للكتابة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق