وجهة نظر

عبارات لن ينساها الشعب الجزائري

بقلم: بوقلي نجيبة
سيذكر التاريخ أن شعبا عربيا من العالم الثالث خرج ذات 22 فيفري في مسيرات مليونية سلمية حضارية ليطالب بحقه في تقرير مصيره، مسيرات أخذتها عين السلطة باستخفاف و استهزاء في بادئ الأمر، عبارات جعلها الشعب شعارات ضد الظلم والطغيان. لن ينسى الجزائريون مقولة الوزير الأول الأسبق أحمد اويحيا حين قال على لسان الشعب: الشعب راهو فرحان فجاء الرد في الجمعة الأولى: “يا أويحيا الشعب ليس فرحا لكل ما يحدث في بلادنا من سرقات واختلاسات”.

وجاء رد أويحيا على جمعة الحراك الأولى في عبارته الشهيرة “المظاهرات في سوريا بدأت بالورود وانتهت بالخراب”

ليأتي رد فعل الشعب في جمعة الثانية 1مارس حين تعالت أصوات الملايين في الشارع الجزائري “يا أويحيا الجزائر ليست سوريا” عبارة رسمت طريق المسيرات الشعبوية، ومنذ ذلك التاريخ والشعب يردد سلمية سلمية في كل خرجاته.

العبارة الثانية كانت من الحزب المغضوب عليه في الحراك حزب جبهة التحرير، حين قال الأمين العام له معاذ بوشارب مساندة و تزكية للعهدة الخامسة لرئيس الجمهورية الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، قال: “نقول لمن لا يريد العهدة الخامسة أحلام سعيدة” لكن الحراك استمر وكل جمعة كان الحشود تتزايد والأصوات تتعالى تنديدا بعهدة جديدة للرئيس بوتفليقة.

جمال ولد عباس المنتمي للافلان كذلك، قال: “أنا مع الرئيس حتى لو كان ميتا” عبارة أخرى استفزت الشباب الجزائري فكيف لدولة بحجم بلادنا أن يحكمها رئيس ميت أو شبه ميت. استمرار الحراك و تضيق الخناق على النظام كان يتزايد كل جمعة إلى أن أعلن نائب وزير الدفاع الفريق قايد صالح وجوب تطبيق المادة 102 من الدستور ودعى الرئيس إلى الاستقالة، وبعد الجمعة السادسة من الحراك خرج بيان بقرار من أركان الجيش الوطني بالعبارة التي لا طالما رافقت الشعارات في المسيرات “العصابة” حيث نعت نائب وزير الدفاع لأول مرة وفي بيان رسمي كل الحاشية التي تحيط بالرئيس المنتهية عهدته بالعصابة، وجاء في البيان حرفيا أن الجيش الجزائري مستعد ليحمي الشعب من العصابة التي سرقت كل مقدرات الشعب الجزائري، وهذا ما يؤكد أن صناعة القرار في السلطة الجزائرية كانت تحت طائلة عصابة عبثت بمصير البلاد لعدة سنوات في ضل ضغوطات على رئيس كان يصارع المرض.

عبارات خرجت من أفواه سياسيين كانوا معارضين الحراك الوطني، وانقلب السحر على الساحر، و تبرأ كل قائل مما قال وانتصرت سلمية شعب استطاع تغيبر أوضاع بلاده السايسية دون قطرة دم، ودون تدخل خارجي، وأدهش العالم برقيه وتحضره.

وطنية نيوز

قناة وطنية نيوز، إخبارية رقمية تابعة لمجمع وطنية ميديا الإعلامي، تهتم بالأخبار الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق