كورونا تطفئ شمعة السهرات الرمضانية
تشهد ليالي رمضان هذا العام في الجزائر خمولا غير معهود بسبب كورونا، الجائحة التي دحضت كل مظاهر الحياة رويدا رويدا، فيروس طال حياتنا وغير مجراها الطبيعي إلى أجل غير مسمى، فلقد ذهب كل شيء ولم يبق منها سوى الذكريات التي أصبحنا اليوم نتحسر عليها.
فيما كانت المساجد عامرة ولقاءات أسرية وعادات أصيلة للأجواء الرمضانية في الجزائر طعم خاص، فهي تجمع بين العبادة والمتعة والترفيه، ولكل طالب ما يريد. كنا ننتظر رمضان بفارغ الصبر واتخاذ من سهراته فرصة للذهاب مع العائلة لتفقد أحوال الأقارب والأصدقاء بعد أداء صلاة التراويح مباشرة، أما اليوم أصبح تبادل الزيارات بين الأهل في زمن كان، إذ تعد فكرة تبادل الزيارات خلال سهرات شهر الكريم من العادات والتقاليد التي توارثتها الأسر الجزائرية منذ سنين، زيارات لها نكهتها الخاصة، تميزها تلك اللمة العائلية على مائدة القهوة والشاي ومختلف الحلويات. غير أن هذه العادة أصبحت رهينة الأزمة الصحية الحالية، خلفت بذلك حزن كبير على إنقضاء السهرات الرمضانية الجميلة التي كانت تطبع ليالي الشهر الفضيل، ماأثر بشكل جلي على أجواء رمضان هذه السنة إنقطاع صلاة التراويح التي تعد روح الشهر الفضيل ونكهته.
لكن اليوم للأسف أضحت كل أسرة متقوقعة في البيت وليس باليد حيلة سوى الصلاة في المنازل وانتظار الفرج في سبيل عودة الأمور إلى نصابها.





