منارة إيمانية تضئ سماء الجزائر

المسيلة:بوضياف علاء الدين

لقد لعبت المساجد منذ القدم دورا بارزا في بناء الحضارة الإسلامية وساهمت في انتشار الدين الحنيف ، كما شكلت نقطة انتفاضة شهداء وابطال احرار ضد المستعمر الفرنسي الغاشم، وقد استخدم في شتى الوسائل لمحو الهوية الإسلامية الصادقة، إلا أن هذا الدور التاريخي للمساجد بدء في وقتنا الحالي يخفت سيته وتأثيره في الحياة الإجتماعية لعدة أسباب إلا أن مسجد عثمان بن عفان بقرية لهلالات ببلدية برهوم صنع الإستثناء من خلال عدة أنشطة دينية أو وطنية اعادت للمسجد تلك المكانة المفقودة.

الشهيد يحظى بالتكريم

نظم بحر هذا الأسبوع مسجد عثمان بن عفان تظاهرة وطنية تتمثل في احيائه ليوم الشهيد الموافق ل18 فيفري من كل سنة التظاهرة دامت لأسبوع كامل حيث زين المسجد بباقة من تراتيل القرأن والدروس الإيمانية في ما للشهيد من تكريم في ديننا الحنيف وما خصه الله به من تكريم ومقام النفحات كانت من طرف عدة شيوخ وائمة من مختلف اقطار الوطن، حيث صرح أمام المسجد “بوراس” وهو دكتور في جامعة محمد بوضياف بالمسيلة ان المساجد هي أولى بالاحتفال بالشهيد من اي هيئة أخرى ذلك أن رب العالمين أعلى مراتبه وجعله في عليين، كما اتخذ مثل هذا اليوم يوما وطنيا للشهيد فيه عودة بهذا الشعب وبوعيه إلى تاريخه ليقرأ فيه معاني الوطنية ومعني النضال ومعني الإسلام ومعاني الجهاد ومعاني حب الوطن من خلال استذكاره لقوافل الشهداء الذين قدمهم قربانا لمذبح الحرية فجاءوه فرحين طائعين مهللين فعاشوا شرفاء وماتوا من أجله شرفاء ولم تستطع الدنيا أن تسرق منهم جلال الوطن ولا ذلوا ولا استكانوا أمام الأعداء وما ركعوا لشهوات الدنيا

نشاطاته تجعله مركز تربوي مهم

كما شهد المسجد احياء عدة تظاهرات دينية في وقت سابق كمولد النبوي الشريف، أين خصص عدة حلقات إيمانية روحانية استضاف من خلالها عدة منشدين وعلماء دين، حيث شهد إقبالا جماهيريا منقطع النظير وفي عدة مناسبات،كما يشهد المسجد خلال شهر رمضان تنظيم عدة مسابقات في الآذان ولحفظ القرأن وترتيله لمختلف الفئات وكذلك في الخطابة للفئات الصغرى لتكوين خطيب المستقبل.

مثال وجب تعميمه على سائر المساجد

للذكر يشهد المسجد عملية توسعة وتهيئة نظرا للوفود الحاضرة اليه حيث اصبح مركز جذب للمصلين من كافة انحاء المنطقة لما يمنحه من فرصة ايمانية للمصلين حيث صرح رئيس المجلس البلدي السيد “عيسى مرزوقي” ان المسجد يعتبر مكون أساسي للحياة الاجتماعية حيث انه يلعب دورا بارزا في توعية الناس ولا يمكن بأي شكل من الاشكال تغييب مكانته الهامة.

ورغم ما تعانيه المساجد اليوم من عدة نقائص خصوصا في الخطاب الموجه للمصلين الا ان مسجد عثمان بن عفان صنع الاستثناء بفضل إرادة جمعيته وعلى رئسها امام المسجد وبدعم أهالي القرية تحقق هذا المكسب الذي يفتخر به ليكون بوابة دينية وسطية تعيد للأسلام هيبته الضائعة بين سراديب التطرف والهمجية.