وجهة نظر
هجوم العملاق العابر للقارات فيروس كورونا
بقلم سهير بن سالم
اكتسب فيروس كورونا اسم الجائحة نظرا للدرجة الخطورة الكبيرة التي حظي بها، و المراد بهذا المعنى انه أعلى مستوى من الوباء و الطامة و أبلغ حسب ما ورد في القاموس العربي، بحيث تعدى بذلك عدة دول في العالم لا وبل عبر حدود القارات واجتاحها ليصنع لنفسه حيزا كبيرا غير مسبوق و بسرعة زرعت في أنفس الأفراد هلعا وخوفا كبيرين .
كما يمكن أيضا إطلاق تسمية الفيروس المتنقل عبر القارات، ولحد الآن لم يتمكن احد من العلماء و الأطباء في هذا المجال اكتشاف حيثيات تركيبة الكورونا فهو الفيروس اللغز لم تفك شيفراته بعد ليخترع لقاح مناسب له للقضاء عليه و إنقاذ البشرية من موت محتم ومحقق ما لم يتحلى الفرد في المجتمع بالوعي الصحي الكافي الذي من شأنه هو الأخر أن يقلل نسبة إصابته بالكوفيد 19.
الكورونا الفيروس الجبان كيفما أطلق عليه أيضا أو العملاق لكبر حجمه مقارنة بالفيروسات الأخرى هو فيروس طور من جيناته و أضحى شبحا يهدد الوجود البشري، إذ جعل العالم بأسره يخوض حربا فعلية معه٫ ويخوض الناس حروبا نفسية بسبب سرعة انتقاله واتساع رقعة انتشاره وكأن الكل ينتظر دوره. وهنا يلعب الوعي الجمعي والتربية الصحية دورهما وكذلك العقل الباطن لأن مجابهة الجائحة نفسيا قد لا تقل أهمية عن مقاومتها جسديا.
إلا أن هناك من ربط ظهوره بفعل فاعل وجزم على أنه مرض مفتعل في حين فند البعض الأخر هذه الفكرة، فلا يمكن للعقل إنكار جدية المرحلة التي يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا التي خرجت عن السيطرة في ما حوله. لتبقى بذلك الآراء متضاربة والعقول حائرة ومتسائلة لمدى إمكانية البشر الصمود في وجهه والقضاء عليه نهائيا في انتظار إيجاد حل سريع وفعال لدحضه نهائيا في قادم الأيام ليظهر بعده المنقذ العالمي بأبهى صورة تبقى راسخة في مخيلة الناس .