وجهة نظر

هل الحجر الصحي هروب من القضاء؟

ظهر البلاء على الأرض وتضاربت الآراء وتعددت وجهات النظر بين من يجاهر بقول لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، المرض إن وجد أم لا فهو من الله ونحن المسلمين لا نعترض على قضاء الله وقدره ، وبين من يعزل نفسه في بيته خوفا من عدوى الفيروس بما أطلق عليه الحجر الصحي، فهل يجوز الحجر الصحي في الإسلام؟
يقول الله تعالى في محكم تنزيله “لا تؤدوا بأنفسكم إلى التهلكة” أي إذا كان هناك أمر مهلك فلا تسوقوا أنفسكم إليه، وعن خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال “فُر من المجذوم كما تفر من الأسد” والمجذوم هو مريض الجذام وهو نوع من الأمراض المعدية، كما ورد عن النبي عليه أزكى الصلاة والسلام أنه إذا حل وباء في مكان ما في الأرض أن يلزم قاطنوها محلهم بقوله: “إذا دخل الطاعون بلدا لا تدخلوا إليها، وإذا كنتم فيها فلا تخرجوا منها” وهذا ما يوضح جواز ما أطلق عليه في عصرنا بالحجر الصحي، الذي لو اتبعته الدول كوقاية لما إنتشر الفيروس على الأرض وأهلك البشرية بهذه الطريقة.
كما يروى عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان في رحلة إلى الشام فلم سمع بتفشي الطاعون فيها، أمر أصحابه بالرجوع فقالوا: أ تفر من قدر الله يا عمر! قال:إنما أفر من قدر الله إلى قدر الله.
فإذا وقع البلاء كان الرضا عبادة، وإذا عزل الإنسان نفسه وأهله عن الوباء لن يكون هروبا من القضاء، الإحتياط واجب والحذر مطلوب.
#وطنية_نيوز#watanianewsdz

عواطف بوقلي

بوقلي عواطف صحفية من قسنطينة متحصلة على ماستر 2 في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة قسنطينة 3. خريجة معهد وطينة ميديا للتدريب الإعلامي، لدي عدة تجارب في بعض الجرائد الورقية، و مراسلة بمواقع اخبارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق