إقتصاد

هل سيسمح الغاز الجزائري لأوروبا بالإستغناء عن الغاز الروسي؟ مسؤول أوروبي يرد

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. أن دول الاتحاد الأوروبي يمكنها تعويض واردات الغاز الروسي من مصادر أخرى كالجزائر. داعيا دول التكتل للموافقة على تحديد سقف سعر الغاز الروسي.

وأوضحت فون دير لاين في تصريحات صحفية، أن دول الاتحاد الأوروبي وجدت مصادر بديلة للغاز الروسي من دول مثل النرويج والجزائر والولايات المتحدة. مضيفة أن لدول التكتل استثمارات ضخمة في مصادر الطاقة البديلة لتصل إلى الاستغناء الكامل عن الغاز الروسي. كما أشارت أن دول الاتحاد مستعدة بنسبة 82 بالمائة لتخزين مشترك للغاز، واصفة الأمر بالنجاح.

ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية دول الاتحاد للموافقة على تحديد سقف لأسعار واردات الغاز الروسي. كجزء من الإجراءات العقابية لموسكو على خلفية الحرب التي شنتها على أوكرانيا المستمرة منذ فيفري الماضي.

كما أضافت المتحدثة ذاتها أن وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي سيجتمعون الجمعة المقبل. لمناقشة تدابير جديدة تشمل تحديد سقف لأسعار الغاز الطبيعي في دول التكتل.

ويستعد الأوروبيون لفصل شتاء صعب ستكون خلاله إمدادات الغاز الروسي في مستوياتها متدنية. وذلك عقب وقف موسكو ضخ الغاز عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” الجمعة الماضي لأجل غير مسمى.
وجاءت الخطوة الروسية ردا على إعلان دول مجموعة السبع اتفاقها على وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي. ردا على الحرب الروسية على أوكرانيا.

ويعد خط “نورد ستريم 1” هو المزود الرئيسي لأوروبا بالغاز الطبيعي الروسي. والذي تعتمد عليه بعض دول شرق أوروبا بنسبة كبيرة.

هذا شرط إعادة ضخ الغاز الروسي نحو أوروبا

من جانبه رد الرئيس الروسي بوتين على محاولات الدول الأوروبية تحديد سقف لأسعار الغاز الروسي أنها “غبية”، حيث ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار. مشيرا أن الدول الأوروبية إذا كانت تريد التخلي عن مزايا الغاز الروسي فذلك شأنها، لأن دولا كثيرة في العالم بحاجة لشرائه.

كما قال بوتين أن بلاده لن تواجه مشاكل في بيع مواردها من الطاقة في مختلف أنحاء العالم، على الرغم من العقوبات الغربية التي تهدف لحرمان الكرملين من عائدات الطاقة الحيوية. محملا الحكومات الأوروبية المسؤولية عن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها دول القارة. قائلا أن “من أسباب تراجع الإنتاج وتقليص الوظائف في أوروبا هو قطع العلاقات التجارية مع روسيا”.

وأعرب الرئيس الروسي عن استعداد بلاده لتشغيل خط أنابيب “نورد ستريم 2” لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا. إذا سمح الاتحاد الأوروبي بذلك وأعاد توربينات الضخ إلى موسكو.

يتوقع الأوروبيون شتاءً صعبًا. في حين أعلنت روسيا يوم الجمعة أن خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 الذي يمد أوروبا لن يستأنف عمله كما هو مخطط له.

هذا، واستهلت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في أوروبا تعاملات الأسبوع الجديد بالارتفاع اليوم. بعد قرار روسيا وقف ضخ الغاز عبر خط نورد ستريم1 إلى أجل غير مسمى مما يهدد بتصاعد أزمة الطاقة في أوروبا.

ومع ارتفاع سعر الغاز الطبيعي منذ أسابيع إلى 3500 دولار لكل 1000 متر مكعب. وهو أعلى مستوى قياسي بلغه، تتزايد المخاوف من احتمالات مواصلته الارتفاع إلى 5000 دولار لكل 1000 متر مكعب. مع تهديدات روسية بوصوله إلى أرقام غير مسبوقة تاريخيًا.

مسؤول بـ”سوناطراك” يستبعد..

واستبعد مسؤول سابق لشركة “سوناطراك”، إمكانية تعويض الجزائر للغاز الروسي في أوروبا. قائلا “أن الجزائر لا يمكنها ذلك لسبب بسيط، وهو فارق الإنتاج بين البلدين”.

وأوضح مسؤول سابق، في حديث لـ “الأناضول”، مع بدء تأزم الطاقة بأوروبا، من جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. أن الجزائر تصدر في أحسن الأحوال ما بين 20 إلى 30 مليار متر مكعب إلى ايطاليا، ونحو 12 مليار إلى البرتغال واسبانيا. وكميات أخرى أقل نحو فرنسا وتركيا واليونان ودول أخرى.

وعلق بالقول: “كميات الغاز التي تصدرها الجزائر سنويا إلى أوروبا تفوق 42 مليار متر مكعب، بينما بإمكان أنبوب روسي واحد أن يضخ هذه الكميات”.

وتابع قائلا: “بكل صراحة وموضوعية، لا يوجد حاليا بلد بإمكانه مواجهة الإنتاج الروسي من الغاز.. هناك محاولات أوربية لتقليل التبعية للغاز الروسي، من خلال مصادر أخرى على غرار الجزائر وقطر والولايات المتحدة”.

ثلاث أنابيب عملاقة تغذّي أوروبا بالغاز..

ترتبط الجزائر بأوروبا من خلال ثلاث خطوط أنابيب الغاز. الأول يتمثل في أنبوب “ترانسميد” الذي يربط الجزائر بإيطاليا بطاقة إجمالية تناهز 32 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً. والثاني أنبوب “ميدغاز” مع إسبانيا، بطاقة إجمالية تصل إلى 10 مليارات متر مكعب سنوياً. فيما  قررت الجزائر رسمياً وقف إمداداتها الغازية نحو إسبانيا عبر أنبوب “المغرب العربي أوروبا”. العابر على الأراضي المغربية، أواخر شهر أكتوبر 2021، وينقل الأنبوب نحو 12 مليار متر مكعب سنوياً.

تعتبر الجزائر ثالث بلد مورد للغاز لأوروبا بعد روسيا والنرويج. وتضمن 11 في المائة من إجمالي احتياجات أوروبا من الغاز. واستفادت من موقعها الجغرافي لتطوير بنية تحتية تقوم على شبكة من خطوط الأنابيب تربطها بأوروبا هي. خط أنابيب غز “ترانسميد” الذي يربط بين الجزائر وإيطاليا بسعة تقد بـ 32 مليار متر مكعب سنويا.

وقررت الجزائر منذ زيارة الرئيس الإيطالي للجزائر، رفع قيمة صادراتها من الغاز إلى إيطاليا ليصل إلى 4 مليار متر مكعب.

وتجمع الجزائر وإيطاليا علاقات مميزة، حيث سلمت بالفعل لهذا البلد منذ بداية العام 13.9 مليار متر مكعب من الغاز. متجاوزة التوقعات بنسبة 113 بالمائة. ويأتي ذلك، في انتظار تسليم 6 مليار متر مكعب إضافي من الغاز إلى إيطاليا بحلول نهاية عام 2022. ويعزز هذا القرار العلاقات التاريخية بين شركة “إيني” الإيطالية ومجموعة النفط الجزائرية “سوناطراك”.

وسلمت لهذا البلد بالفعل منذ بداية العام 13.9 مليار متر مكعب من الغاز. متجاوزة التوقعات بنسبة 113 بالمائة. ويأتي ذلك، في انتظار تسليم 6 مليار متر مكعب إضافي من الغاز إلى إيطاليا بحلول نهاية عام 2022.

كما تنص صفقة الشركة مع مجموعة “سوناطراك” الجزائرية الموقعة، خلال أول زيارة رسمية لدراغي إلى الجزائر العاصمة. على شراء إيطاليا نحو 9 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز سنوياً بحلول 2023-2024. بحسب “بلومبرغ”.

الجزائر ضمن قائمة أكبر مصدّري الغاز في العالم..

وجاءت الجزائر ضمن قائمة 10 أكبر منتجين للغاز الطبيعي في العالم، بإجمالي إنتاج مقدر ب100.8 مليار متر مكعب عام 2021. ما يمثل حصة 2.5 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي، بحسب بيانات مؤسسة “Visuel Cpitalist” المتخصصة.

كما قفزت الجزائر إلى المرتبة الثانية لأكبر موردي الغاز عبر الأنابيب إلى أوروبا بعد النرويج مزيحة روسيا من المركز الثاني. مع تراجع الإمدادات من موسكو إلى القارة العجوز في ظل التوترات الجيوسياسية والمشكلات الفنية.

وتشير تقديرات صادرات الغاز نحو أوروبا أن النرويج تتصدر القائمة ب 300 مليون متر مكعب يوميا. (أقل بنحو 10 % عن الطاقه الاعتياديه. متبوعةً بالجزائر في المرتبة الثانيه بنحو 90 مليون متر مكعب يومياً، ثمّ تأتي روسيا بالمرتبه الثالثه، بنحو 80 مليون متر مكعب يومياً.

كما حلّت الجزائر بالمرتبة الثالثة لأقوى المنتجين للغاز الطبيعي عربياً، ونجحت في رفع إجمالي إنتاجها من الغاز الطبيعي خلال 2021 ليصل إلى 100.8 مليار متر مكعب سنويًا. مقابل 81.5 مليار متر مكعب سنويًا في 2020. بنسبة نمو سنوية تتجاوز 24%، بحسب بيانات شركة “بريتيش بتروليوم” النفطية البريطانية.

لسنة 2021. بحسب تقرير صادر عن “إدارة معلومات الطاقة الأمريكية”. تحت عنوان: “صناعة الغاز الطبيعي المسال 2022”.

وبحسب التقرير، فقد زادت صادرات الجزائر من الغاز المسال بمقدار 0.2 مليار قدم مكعب في اليوم. وهي ثالث أكبر زيادة حجمية بين جميع البلدان المصدرة للغاز الطبيعي المسال.

وجاءت الجزائر ضمن قائمة أكبر 10 مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم وارتفع إنتاج الجزائر من النفط ليتخطى عتبة المليون برميل يومياً. حيث سيسمح قرار رفع إنتاجها النفطي ب16000 برميل يوميًا في شهر أوت 2022. الوصول إلى مستوى إنتاج يبلغ 1.055 مليون برميل في اليوم.

مشروك جلال

جلال مشروك ----------------------------- أمين عام جمعية فنية و ثقافية كاتب صحفي ------------------------------ مراسل وطنية نيوز ولاية العاصمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق