هشاشة النشأ….تبرز ضعف شخصيته وتقيد تفكيره وسلوكه

اجمع بعض المختصون في الطب النفسي على أن هشاشة التربية للفرد تعكس مراحل نموه، فتظهر عند بعض الأشخاص سلوكات غير طبيعية.
ويعتبر الوسواس الوسواس القهري مثال لتأثر الفرد وسلوكياته جراء ضعف الشخصية، وقد قامت “وطنية نيوز ” باستطلاع لمثل هذه الحالات، من بعض الأخصائين النفسانيين، أين تلقينا شروحات وتوضيح حول معنى الوسواس القهري.
ويعد الوسواس القهري أحد الاضطرابات النفسية المعقدة، التي تهاجم خلايا الدماغ للشخص المصاب بأفكار متكررة وملحّة، تدفعه إلى سلوكيات قهرية خارجة عن إرادته، في كثير من الحالات يدرك المصاب أن هذه الأفكار غير منطقية، إلا أنه يعجز عن التحكم بها أو تجاهلها. إذ تؤثر هذه الحالة على الحياة اليومية بشكل كبير، حيث يعاني المصاب من انخفاض في الطاقة، وتشتت في التركيز، وشعور دائم بعدم الارتياح.
تكرار التصرفات والشك في التفاصيل اليومية، مهما كانت بسيطة، وقد يؤدي به الأمر إلى تجنب المواقف الاجتماعية والميل إلى العزلة، ويتطلب هذا الأمر عناية دائمة للمريض من طرف الولي لتخفيف العبء عنه بمعالجته بعدة طرق، وغالبًا ما يرافق الوسواس القهري أعراض جسدية مفاجئة، منها تسارع ضربات القلب، نتيجة التفكير المفرط في أفكار خيالية مزعجة.
فيعيش المصاب حالة من التوتر المستمر يصاحبه الخوف الشديد نتيجة تخيلاته المستمرة، مما يؤدي إلى اضطراب في الشعور بالأمان، ورغم إدراكه أن هذه المخاوف لا تستند إلى منطق واقعي، يبقى عالقًا في محاولات مستمرة للتأكد، وتفادي الخطأ، والانشغال بتفاصيل قد تبدو غير مهمة لغيره، لكنها ترهقه نفسيًاو اجتماعيًا، فيواجه المصاب تحديات مضاعفة بسبب النظرة السلبية السائدة.
فكثيرًا ما يُنظر إلى من يعاني من الوسواس القهري باعتباره شخصًا “موسوسًا” أو “ضعيف الإيمان”، ويُربط ذلك بمفاهيم خاطئة مثل المسّ أو السحر، فيُستبدل العلاج النفسي بالرقية أو الوصفات الشعبية بدلا من العلاج السلوكي المعرفي، مما يزيد من معاناته.
يؤكد الأخصائيون في الواقع العلمي، أن الوسواس القهري كغيره من الاضطرابات النفسية، يتطلب تشخيصًا دقيقًا وتدخلًا علاجيًا متخصصًا، من بينها الدعم الأسري والاجتماعي، وتجاهله أو الاستخفاف به لا يؤدي سوى إلى تفاقم الأعراض وفقدان التوازن النفسي.
ويبقى دور الأبوين والأسرة العامل المهم في مرافقة الشخص منذ الولادة، ومراقبة سلوكياته، ففي كثير من الأحيان نجد أن عض الحالات نجحت في الشفاء بنسبة 50 بالمئة بسب متابعة السليمة للأولياء، حتى أن المريض لا تظهر عليه علامات السلوك غير السوي فيبدو كشخص طبيعي يمارس نشاطاته اليومية بصورة طبيعية مع المرافقة المستمرة واستشارة الطبيب الذي يلعب دورا مهما وأساسيا في تقليل ٱثار الوسواس القهري.