مجتمـع
إليكم أيها الشرفاء يا فخر الجزائر دامت عزتكم ورفع الله شأنكم
شكرا لكم أيّها الشرفاء بمختلف الرتب والمستويات الوظيفية وفي كل القطاعات، لكم بالغ التقدير، موكب يسير إلى كل منكم على حدة يرافقه عظيم الاعتزاز بكم في كل زمان ومكان، محروسين برعاية الله القدير وحفظه دائما وأبدا.
أيها الأعزاء، إخواني رجال الأمن في أي مكان على امتداد الوطن، أنتم رسل الخير وأعمدة السكينة والاستقرار وفزعة المغبون وستر المحتاج، والحديث عنكم لا بد لمقام الفخر بكم ومنجزاتكم المتوالية أن يخطف مسار اللحظة ويربك القلم، لمّ لا وأنتم العيون الساهرة على سلامة الوطن وأمنه وحفظ الأنفس ونظام التعايش، ومن دواعي الإنصاف، أن أؤكد أنني لست هنا أكتب لأسطر كل محاسن أفعالكم من أجل البلاد وأهلها والمقيمين على أرضها الطاهرة، ولست هنا أيضا لاستحضار الإشارة إلى ما قدّمتموه وتقدّمونه من خدمات جليلة في سبيل الإنسانية، وما فعلتموه وتفعلونه من تضحيات مختلفة فداءً للوطن، وهل يوجد فعل يُعتد به في باب الفخر عبر محطات التاريخ أكثر من مواجهة الموت بشجاعة وتقديم الروح في سبيل الوطن، وسلامة الناس بعزيمة وقناعة، مع العمل على حفظ النظام العام واستتبابه ونشر الطمأنينة؟!، مهمتكم الشريفة التي لا يختلف على علو شأنها ورفعتها اثنان.
هنا يجب أن نحتفي بهم وأن يسـدى لهم كل واجب ومعروف قاموا به، ونقدر لهم مجهوداتهم الشاقة تجاه وطنهم وشعبهم، كي يعيشوا في أمن وأمان واستقرار، ووجب علينا الشكر لرجال الشرطة بلسان الحال والمقال، وكل ما يُشبع عواطف الشكر لهم جميعا في كل المناسبات وليس في عيدهم فقط، وكل العذر على ما قصّرنا عنه نحو هؤلاء الرجال.
هم الذين يحملون على عاتقهم المسؤولية كاملة لأمن بلادنا، ويحتملون في سبيل ذلك ما يحتملون من المشقة حذرا على الوطن وشعبه من التهافت والسقوط، يدافعون عن الأمن ويحمون حوزته، ولولا هؤلاء الرجال، لأكل القوي الضعيف، ولغتال الكبير الصغير.
رجال الأمن هم شرفاء وأمناء على هذا الوطن من داخله وخارجه، فهم شرفاء.. نعم شرفاء لكل ما يبذلونه في خدمة المجتمع في سبيل الأمن والأمان، هؤلاء الرجال الذين أقسموا وعاهدوا الله ويعتمدون عليه في أداء واجبهم الوطني، فهم غير شاكين ولا مرتابين، ولهذا، فلن يخذلكم الله في حماية هذا الوطن وشعبه.
من السهل أن نتفادى مسؤولياتنا، لكن رجال الشرطة لا تغفل عنهم مسؤولياتهم وواجباتهم أبدا، وليعلم الجميع أن ما ينعم به المجتمع من أمن وطمأنينة تامة وهدوء واستقرار كاملين، إنما هو فضل من الله تعالى ونعمة منه، وإن استقلال بلادنا هو رهن الحفاظ على مجتمعنا ومؤسساتنا التي تلعب دورا كبيرا، وخاصة وزارة الداخلية ورجالها الأوفياء المخلصين للوطن، الذين يقومون بنشر الوعي بين الأفراد وحفظ أمنهم، وهم يعلمون أن هذا واجب وطني يشترك فيه الغيور على وطنه لتحقيق الصالح العام، وهو ما يهدف إلى حياة سعيدة آمنة للفرد والمجتمع في بلادنا، لأنه يوفر البيئة الصالحة والظروف الملائمة والتعاون الفاعل المثمر للبناء في مختلف المجالات والميادين.
نعلم جميعا أن الشكر واجب، فإنك لو أنقذت حياة شخص ما، فإنك تنتظر منه الشكر، لكن رجال الشرطة الذين يضحّون بأرواحهم لا ينتظرون الشكر، لأنهم يعلمون جميعا أن هذا عملهم وواجبهم تجاه الوطن وشعبهم، إذا فهم شرفاء الوطن والمهنة، فلهم منا كل الشكر والتقدير وكل مواطن صالح مخلص لوطنه يقدّم لهم واجب الشكر، ويهديهم وردة حب وشكر وحسن التعهد في أداء واجبه.
علينا أن نتوجه بخالص الحب والشكر والامتنان والعرفان لرجال الشرطة، وكل الساهرين على أمن هذا الوطن، ونتوجه بقلوبنا ونرفع أيدينا للدعاء لهم ليوفقهم ويحفظهم الله لحفظ أمن الجزائر الحبيبة، حماك الله يا وطننا العزيز.