وجهة نظر
الاحتفال برأس السنة عند الجزائرين محاولة للفت الانتباه لا غير
احتفل الجزايريون بدخول السنة الميلادية الجديدة 2023 على إختلاف أعمارهم واعتقادتهم بصحة وجواز الاحتفال من عدمه.
وتهافت الكثيرون على اقتناء الزينة وديكورات البيوت، كما وقفت طوابير طويلة بمحلات الحلويات لشراء الحلوة المخصصة للاحتفاء برأس السنة ممثلة في جدع الشجرة، و تفاقمت الأمور في الأسواق، والمحلات بشجرة عيد الميلاد و السنتاكلوز واللون الأحمر حتى تظن انك في أحد أسواق البلدان المسيحية.
وطنية نيوز تقربت من الاخصاية النفسية السيد م. سلمى لسؤالها عن رأي الاخصائيين في هذه الظاهرة فأجابت:
أن المشكل الأساسي في المجتمع ليس بالضرورة مشكل تدين أو تخلي عن شريعتهم الإسلامية واتباع شريعة أخرى أو تقليد أعمى للغرب بقدر ما هي مسألة محاولة لإجاد مناسبة لجمع العائلة والاتفات حول طاولة واحدة والشعور بالدفء الأسري، الذي سرقه منهم إدمان مواقع التواصل، كما هي محاولة لاظهار صورة جميلة عن العائلة المتفهمة الواعية، وغير المعقدة التي تستقبل آراء الجيل الجديد بصدر رحب. أما الحقيقة هي إخفاء للمعضلة التي يعيشها مجتمع لا يملك لغة الحوار، أولاد ينقلون حياة مزيفة إلى العالم الافتراضي بحثا عن الاهتمام الوهمي، وأباء أصبحوا غير قادرين على التحكم في نظام البيت المقرر لأبنائهم داخل المنزل، ما جعلهم يتساهلون في السماح لهم بالاحتفال والتصوير واظهار صورة الحياة الرغيدة التي يعيشونها، القضية ليست قضية احتفال عادي إنما هي خوف من تفكك أسرى فرضه نمط العيش الجديد الذي يطلع على العالم من كاميرا الهاتف.