البحث المتواصل لتطوير وتعزيز شعبة انتاج الحبوب

من المؤكد أن شعبة الحبوب تكتسي أهمية بالغة من الناحية الاستراتيجية، ومن ناحية الأمن الغذائي للوطن، وتغطية الاحتياجات الغذائية والتقليص من الواردات ومن التبعية بالنسبة للسوق الخارجية، حيث تحتل مكانة محورية في الاقتصاد الوطني وتعرف تحولا عميقا، والهدف واضح وثابت هو انفتاح الاقتصاد الوطني على العولمة التي تعني منافسة شرسة.
فان مختلف تقارير المختصين في الشأن الزراعي تؤكد أن احتياجات الجزائر إلى إنتاج ازيد من 100 مليون قنطار من الحبوب سنويا، وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة الحيوية الهامة، ولأجل ذلك نحن بحاجة لمردود يتراوح ما بين الـ 35 والـ 40 قنطار في الهكتار الواحد، بينما يتوقف حاليا ما بين الـ 14 والـ 20 قنطار في الهكتار حسب الخبراء.
ومن اجل تحقيق ذلك، يتطلب إقرار قواعد عصرية تضمن مردود أحسن ، انطلاقا من إنتاج بذور جيدة محسنة، و أسمدة فلاحية ذات نوعية وفي متناول الفلاح، الى جانب توسيع المساحات المسقية، واعتماد السقي التكميلي بشكل واسع في ولايات الشمال والهضاب العليا ،والتوجه نحو تعميم وتوسيع زراعة الحبوب في ولايات الجنوب أين تتوفر مصادر السقي الفلاحي ومصادر المياه الجوفية والباطنية، كذلك توسيع وحدات ومحطات التخزين التابعة للديوان المهني للحبوب بالإضافة الى توفير وسائل الحرث والبذر الحديثة من جهة أخرى ، المكننة الفلاحية المتطورة تندي أهمية رئيسية وهي العنصر القاعدي لأي سياسة تطور تضمن الاكتفاء الذاتي ،والتعجيل في إدخال المؤسسات الاقتصادية العمومية الكبرى لعالم الفلاحة من بوابة المحاصيل الكبرى والزراعات الصناعية على غرار شركة كوسيدار ،و مؤسسات سوناطراك ، مع تشجيع باقي المؤسسات العمومية المتخصصة في قطاع الأشغال العمومية على الدخول بقوة لعالم الفلاحة، فضلا عن مؤسسات خاصة ،بالإضافة الى تسهيل عملية حفر الابار، وانجاز الحواجز والأحواض المائية، ومحطات السقي بالرش المحوري، واعتماد التقنيات الحديثة في الزراعة والسقي والحصاد والنقل والتحويل.
وتجدر الإشارة في هذا الشأن أن وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هني وفي اخر تصريح له قال بشأن انتاج الحبوب والمحاصيل الكبرى، فإننا نسعى لنحو مليون هكتار من زراعة الحبوب على مستوى ولايات الجنوب، ومن خلال مردود يتراوح ما بين ال80 وال90 قنطار في الهكتار، يمكننا تحقيق الاكتفاء الذاتي، علما أن إنتاج القمح الصلب، مركز بصفة خاصة على دول أمريكا الجنوبية، بما فيها الجزائر، لذا فإن نظرتنا المستقبلية، توسيع انتاج القمح الصّلب، في البلاد، وامكانيّة تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المنتوج، وبما أننا بلد مستهلك بشكل كبير لمساحات القمح اللين، فإنه يمكننا استيراد القمح اللين، وتصدير القمح الصلب “.
هناك إرادة قوية من طرف رئيس الجمهورية، واهتمام متزايد بقطاع الفلاحة، في السنوات الأخيرة، ورغبة ملحة لأجل تطوير القطاع، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في شعبة الحبوب، والتي ستكون عربة الاقتصاد.

سرمد

القلم الذي لا يحمل هموم المظلومين وجوع الفقراء وأنين الوطن لا يصلح للكتابة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق