وجهة نظر
الوعاء الإقتصادي في قبضة فيروس كورونا
التخفيضات الحل السريع لأصحاب المحلات للترويج أكثر لسلع وتحقيق الربح
بقلم سهير بن سالم
في ظل الوضع الراهن للإقتصاد في البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا الذي وضع العالم بأسره في حالة هلع و قلق كبيرين، ظهرت وبقوة سلسلة التخفيضات أو بما يعرف ب “الصولد” و بنسب متفاوتة يوميا وان كانت ظاهرة ليست بدخيلة على المجتمع الجزائري غير أنها في انتشار كبير مؤخرا مقارنة بالماضي بعدما كانت موسمية فقط .
فيما أصبحت جل المحلات إن لم نقل كلها وبماركات عالمية تخضع لتهديد بالغلق بسبب سعيها لخفض الأسعار في سبيل الربح ناهيك عن المنافسة الشرسة بينها و إن كان شبه منعدم وهذا راجع لعدم التوازن في ميكانيزمات العرض و الطلب، لتكون الأزمة الاقتصادية في أوجها في جميع المجالات و الأصعدة، حيث تجعل من المنتج والمستهلك داخل حلقة مفرغة تتكرر بتصاعد الأزمة و خنق للنطاق الاقتصادي .
فيروس كورونا و ما نتج عنه من تذبذب في جميع المجالات عامة و الوعاء الإقتصادي خاصة أصبحت مدينة باتنة هي الأخرى من مثيلاتها من المدن الجزائرية تحت تأثير ما فرضه هذا الفيروس من حصار على المبيعات خاصة الألبسة بأنواعها ، إذ أصبحت كلمات “التخفيضات” و “الصولد” هي الواجهة المعبرة و الأسلوب المعتمد للمحلات لجذب اكبر عدد ممكن من الزبائن بغرض الترويج و البيع السريع للسلع وان كان على حساب الهامش الربحي، و منهم من يعتمد مكبرات الصوت وترديد مختلف العبارات اللامتناهية لاستمالة الزبائن و إقناعهم بالشراء شرط الالتزام بالتصريح بالأسعار القديمة و الجديدة، أين أخذت رأي احد الباعة فيما هو قائم الآن قائلا : الأهم بالنسبة لي أن أبيع و لا تتكدس السلع عندي فنحن نعاني من قبل بسبب اختفاء فصل الشتاء حسب قوله وهذا ما اخلط الأوراق و لم نفهم ما سنبيعه و أن الفيروس زاد من الطين بلة ، فأنا أعيل عائلتي المتكونة من 7 أفراد و هذا مصدر رزقي الوحيد نسأل الله اللطف بحالنا و ربما هو اختبار لنا.
هنا و في هذه الحالة يمكن القول أن المستهلك البسيط استفاد مقارنة بالبائع و لو بقدر ضئيل لتكون نقمة أكثر مما هي نعمة على هذا الأخير، في حين أدى ضعف الطلب الكلي وتزايد أزمة الديون وتفاقم توزيع الدخل إلى دوامة من التراجع تجعل من الوضع أكثر سوءا لاسيما في كبريات الدول. هذا من جهة و من جهة أخرى ربما طوع هذا الفيروس للفقراء و محدودي الدخل للاقتناء ما يلزمهم في حين و منذ فترة قريبة تعسر عليهم ذلك بسبب ارتفاع الأسعار و غلاء المعيشة، ليجعل بذلك الكل على حد سواء وهذا ما ساعد على ظهور فكرة الربح المشترك.
وتبقى كلها إجراءات احترازية لما هو قادم و تفاديا لأية صدمات محتملة تلوح في الأفق نظرا للهشاشة المالية وتباطؤ للاقتصاد العالمي و الحد من استفحال الأزمة وكذا العمل على احتواء التداعيات السلبية.
4 pièces jointes