أرشيف

حسين مثال يحتذى به في المثابرة لمد يد العون لبلده في ظل جائحة كورونا

شاب من باتنة يطور خوارزمية الكشف السريع عن كوفيد 19

كثيرا ما نشهد كفاءات ومهارات جزائرية تصقل وتطور في الخارج وتتبناها مختلف دول العالم المتطور نتيجة القيمة الكبيرة التي تمتاز بها، بغية استخدامها بما ينفع البشرية وتطويرا للعديد من المجالات، فالبرغم من استفادة أبناء الجزائر من تلك الامتيازات و احتوائهم إلا أنها تبقى ناقصة حسب رأيهم. نظرا لعدم استفادة بلدهم الأم من طاقاتهم الشبابية العلمية الناجعة والتي تعود بالخير الكثير على من احتواها آملين بذلك كسر هذه القاعدة المؤسفة والعودة لأرضهم لتقديم كل ما يتطلب من اجل التطوير و التنوير في أيما مجال وبناء نهضة في زمن قصير، فهم صمام أمان الوطن، ومقياس قوته، وهم ثروتها وخير من يقودها.
بن عبيد حسين المدعو “رمزي” من خيرة شباب الجزائر الذين أبدوا هبة نوعية ونضجا علميا من أجل التغلب على هذا الوباء، مهندس كمبيوتر في العقد الثلاثين من العمر درس ليسانس إعلام آلي في جامعة فسديس بعدها كانت وجهته الأولى إلى قبرص لإكمال دراسته في جامعة الشرق الأدنى ماستر 1 هندسة الكمبيوتر. عكف عن إكمال دراسته لأنه اختار طريق التطبيق وليس النظري الأكاديمي في الجامعة فقط فكانت الوجهة بعدها إلى الهند، حيث دخل في تربص مغلق لمدة ستة أشهر تخصص “حماية الشبكات والبرمجة ” ليتحصل على لقب “خبير دولي في أمن الشبكات” ليعود مؤخرا إلى الديار منذ عام تقريبا.
تحدث بن عبيد لوطنية نيوز بخصوص البرنامج على أنه عبارة عن خوارزمية الذكاء الاصطناعي قام بتطويرها لتعمل مكان تشخيص الطبيب لكنها أكثر فعالية ونجاعة من الطبيب لأنها تستطيع أن تصل إلى تفاصيل الراديو الخاص بالصدر بدقة كبيرة جدا، إذ لا تستطيع العين المجردة الوصول إليها. فكما نعلم انه لكشف عن شخص مصاب بكورونا لابد من عمل سكانير وليس راديو. لكن تطبيق خوارزمية الذكاء الاصطناعي تستطيع أن تشخص المريض من صور راديو الصدر ولعملها نحتاج إلى بناء خلية عصبونية الذاكرة تكون كبيرة جدا كلما كانت ذاكرة الذكاء الاصطناعي كبيرة كلما كانت النتائج أفضل حسب قوله، حيث تم تجريبه على أحد المشتبهين بإصابته بفيروس كورونا، والذي ثبتت سلبيته، في انتظار تجربته من قبل مسؤولي الصحة بالولاية، ضف إلى ذلك أن هذا الابتكار يسمح بإجراء 5000 تحليل في ظرف 56 دقيقة فقط، والذي من شأنه تسريع عملية الكشف على المصابين بفيروس المستجد.
طالبا من المسؤولين تقديم الفحوصات القديمة للمرضى لتوضع في ذاكرة الخوارزمية لإنجاح التجربة إلى مدى بعيد، في حين لازالت التجربة على مستوى الولاية فقط، مفندا اتصال أي مسؤول خارج الولاية به في انتظار الدعم وتعميمه عبر ربوع الوطن في القريب العاجل لدحض الجائحة بصفة نهائية.
مفصلا أكثر أن الذكاء الاصطناعي يعمل من خلاله عقل فيه قاعدة بيانات كبيرة من فحوصات المرضى القدماء وعندما تريد الكشف عن شخص أنه مريض أولا تقوم الخوارزمية بعمل مطابقة وعمل خمسة آلاف احتمال لكل فحص هذا وبالإمكان جعلها تعمل ألف فحص في الساعة نظرا لوجود كمبيوترات ذات مواصفات قوية، في المقابل يستطيع أي شخص استعمالها حتى إن لم يكن طبيب أو مختص.
الشاب الطموح في رحلة الإفادة بقدراته العلمية المتطورة وكله حزم وأمل كبيرين في تقديم يد المساعدة وإيجاد آذان صاغية والتفاتة تليق بمستوى الشباب الجزائري المبدع من المختصين والمسؤولين لإنجاح المشروع و لما لا إنقاذ الجزائر من الفيروس المستجد، فيكون بذلك أكبر نجاح تلقاه الجزائر لكلا الطرفين. فالأمر لا يتوقف هنا فقط بل سوف يقوم بتطويرها لتشخيص عدة أمراض أخرى بعد تخطي الأزمة، مؤكدا وجازما على إنجاحه داخل الوطن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق