وجهة نظر
لخضر حامينة… ذاكرة شعب… كاميرا بعيار رصاصة

فقدت الجزائر اليوم مجاهد برتبة مخرج، أحد مؤرخي الثورة الجزائرية بنظرته الفنية، المخرج والممثل محمد لخضر حامينة.
ولد محمد لخضر حامينة بمدينة المسيلة سنة 1934 شارك في الثورة التحريرية وٱمن أن الكاميرا أقوى من السلاح، عشق السينما فانتقل إلى فرنسا لدراستها في خمسينيات القرن الماضي، ثم عاد ليلتحق بمسؤولي الإعلام في الحكومة الجزائرية المؤقتة بتونس سنة 1959، أين صقل موهبته بالتكوين في قسم الأخبار بالتلفزيون التونسي، ثم عاد لتطوير مهاراته في السينما بالدراسة في براغ السلوفيية.
وقع حامينة معاناة الشعوب المستعمرة وبشاعة الاستعمار الفرنسي بصورة فنية،خلدت البعد التاريخي لوقائع سنين الجمر، فيلمه الذي حمل عنوان “وقائع سنين الجمر” فكان أول فيلم عربي وإفريقي يتوج بالسعفة الذهبية بمهرجان كان ماي سنة 1975، وشارك فيه كتابة السيناريو رشيد بوجدرة.
ٱمن أن الكاميرا أقوى من السلاح فكتب بحبر الضوء ريح الأوراس، رياح الرمل، حسان طيرو، وديسمبر، ودورية نحو الشرق؛ الفيلم الذي يحفر في ذاكرة كل الجزائري بشاعة الاحتلال ومافعله بالقرى والمداشر، وأرخ بالصورة صمود شعب أعزل “كان تواصله بكلمة كح وعڨب” وأكبر سلاحه “الله أكبر”.
لم يكن حصوله على السعفة الذهبية إنجازاه الوحيد فقد برز حمينة في أوج العطاء بالأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية والسينمائية التاريخية فحصد جائزة الأسد الذهبي والكاميرا الذهبية بمدينة البندقية إيطاليا.
كرمه رئيس الجهورية عبد المجيد تبون سنة 2023 بتسمية المعهد الوطني الثقافي للسينما يحمل اسم لخضر حامينة تخليدا لعطاء رجل جاهد بالقلم والصورة ومنح السنيما الجزائرية اسما عالميا ببعد إنساني بحت، وقد شهد ركح مهرجان كان في طبعته الأخيرة إعادة تكريم الراحل ضمن برنامجه “كان كلاسيك”.
رحل المخرج الكبير عن عمر يناهز 95 حسب تصريح عائلته، تاركا خلفه بصمة طبعت نضال الشعب، وأوصلت للعالم صوت معاناة الجزائريين إبان الثورة المضفرة, مخلدا ذاكرة شعب وروح رجل منح للصورة عيار رصاصة.