وجهة نظر

منعرج الاستمتــاع بقيـــادة السيـــارات

بقلم: سهير بن سالم

لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع فيه عن حادث مروري، يفطر القلوب فإذا كان المصاب في الحادث صغيرا في السن، سيخلف وراءه آلاما لذويه، وإذا كتبت له حياة جديدة  فقد يصاب بعجز في أحد الأطراف أو شلل أو عاهات مستديمة ترافقه لبقية حياته تذكره بالخطأ الجسيم الذي ارتكبه في حياته. ولعل أسباب تزايد الحوادث المرورية تتلخص في جوانب عدة منها غياب الوعي بالثقافة المرورية، وعدم تقدير الأهل لنضج أبنائهم لتسليمهم سيارة قد تحوَل حياتهم إلى مآس حقيقية وكذلك التطور الصارخ لسيارات و سرقة الأبناء سيارات أباءهم للتباهي بها واستعراضها أمام الزملاء والأحباب .

ارتفاع عدد ضحايا إرهاب الطرقات

هكذا أضحت ظاهرة سرقة السيارات في الجزائر، من قبل هؤلاء الشباب المتهورين الذين يتملكهم شعورا لا يوصف فور وقوع مفتاح السيارة بين أيديهم ليضرب موعدا مع رفاقه مع إضافة تلك الأغاني الصاخبة التي تصدر من السيارة ،ظاهرة جد مقلقة في المجتمعات الجزائرية ،حيث أضحى ملفها من ضمن الملفات التي لها أولوية في معالجتها والحد منها، بعد ملف الاختطاف وغيرها، والذي هو الآخر صار شغل شاغل الأولياء وخوفهم على أكبادهم، يأتي في المرتبة الثانية ملف سرقة السيارات وجميع أنواع المركبات دون استثناء من السيارات السياحية إلى الشاحنات وحتى الجرارات لم تنجو هي الأخرى من هذه الظاهرة ومن أيدي محترفي السرقة إذ لم يكون من الأبناء لتكون المراوغات في الطريق والسرعة المفرطة بداية لسيناريو فيلم رعب لن يدوم إلى لساعات قليلة حتى نسمع عن خبر الوفاة لتكون الفاجعة فاجعتين بين البكاء على الأبناء والتحصر على أطلال السيارة التي ربما كانت مصدر الرزق لهم ليصبحوا بين ليلة وضحاها وسط فيلم عنوانه إصراري نهاية لمشواري.

ولعل افتقار الجزائر إلى حلبات لممارسة رالي السيارات، على غرار بعض الدول العربية وتحديدا في الخليج العربي، وشغف الشباب الجزائري بهذه الرياضة التي يشاهدونها في التلفاز فقط، برؤية نجومهم أمثال ”مايكل شوماخر” و”كيمي رايكونن” وآخرين يجوبون أقوى وأخطر المضامير العالمية، محرزين من خلالها جوائز عالمية كبرى، دفع الكثير من الشباب والمراهقين الشغوفين بهذه الرياضة إلى استحداث حلبات على طريقتهم الخاصة ، بتحويل كل طريق تمر منه عربة ذات أربع عجلات إلى ميدان سباق واستعراض للسرعة، وتكافئه هذه الأخيرة بحصد الأرواح بسرعة، أو التسبب في عاهات مستديمة في أقل الأضرار·

العامل البشري السبب الأول في حوادث المرور بالجزائر

هم شباب في مقتبل العمر همهم الوحيد الحصول على سيارة بشتى الوسائل والحيل، ولو تطلب الأمر سرقتها من الأب أو الأم مستغلين وقت ركونهم للراحة، وتكثر هذه الظواهر في المساء عند عودة الأولياء من العمل أو وفي عطل نهاية الأسبوع التي يجد فيها الأبن الوقت المناسب للتوجه إلى حلبة السباق مع الحياة بدون رخصة سياقة تؤهله على الأقل لإستخدامها دون أن يكون له هناك مشاكل مع رجال الأمن .عليه أخذت عينة من بين أراء بعض المواطنين من بينهم الشاب أنور شاب في العشرينات من العمر قال أنه من الأشخاص المتهورين لأنه يستغل فرصة أخذ سيارة أبيه لركنها في المكان المخصص لها في كل مرة ليتجول بها داخل الحي، ممارسا هوايته المفضلة باستعمال السرعة التي تعد روح السيارة بالنسبة له ولبقية الشباب من أمثاله ويقول أيضا بأنه يدرك أن الإفراط في السرعة أمر غير مستحب ولكن سيارة بدون سرعة لا يمكن تسميتها سيارة .

ولا ينطوي الأمر على أصحاب رخص السياقة والراشدين فقط، بل حتى على المراهقين الذين لا يملكون رخص القيادة أصلا، وهو ما ينطبق على مجموعة من الشبان المراهقين، من عائلات ثرية حيث يأخذ كل واحد منهم سيارة أبيه أو أمه، ليقيموا سباقات وراليات فيما بينهم كلها تهور في تهور ومجازفة بمركبات وطرقات الخطر فيها يكلف غاليا··

وغير بعيد عن ذلك أصبح تحقيق المبتغى لا يوقفهم عند هذا الحد ليصل بهم الأمر إلى استئجار سيارة من المحلات  المخصصة لكراء السيارت المخصصة بحجة إمتلاك رخصة السياقة التي تخولهم وتعطيهم الحق في امتلاك سيارة ليطلق العنان للعب واللهو بالسيارة وكأنها لعبة فيديو في يده، مؤكدين أنهم سيقودون السيارة بطرق جنونية قد توقعهم في العديد من الحوادث التي قد لا يتعلموا منها الدرس ليضرب موعدا لأيام أخرى و مراكز كراء جديدة.

إذن هي أحداث دامية تقع في طرقاتنا من طرف شباب ومراهقين همهم الوحيد الاستمتاع بقيادة السيارات والتسابق، بغية جلب الانتباه و التباهي لا غير وأصبحت الحياة لا ثمن لها متناسين الخطر المحدق بهم، أمام مرأى مختلف مؤسسات المجتمع من جهة و الاسرة من جهة اخرى التي لم تحرك ساكنا حيال ذلك·

وطنية نيوز

قناة وطنية نيوز، إخبارية رقمية تابعة لمجمع وطنية ميديا الإعلامي، تهتم بالأخبار الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق