دولي
لبنان من أزمة اقتصادية إلى كارثة إنسانية

استفاق اللبنانيون اليوم على فاجعة غير مسبوقة ب135 قتيل ،4 آلاف جريح وعشرات المفقودين لا تزال قوات الدفاع المدني ورجال الإطفاء تبحث عنهم، أعلن رئيس الجمهورية “ميشال عون”حالة الطوارئ لمدة أسبوعين ببيروت جراء الخسائر المادية التي قدرت ب 15 مليار دولار، مستشفيات تحتاج مساعدات إنسانية والصليب الأحمر ينتفض، حالات علع بين من يخسر ولد، من يدفن أشلاء قريب، ومن يبحث مفقود تحت الأنقاض.
يحدث كل هذا الدمار بعد انفجار 2750طن من نترات مادة الأمينيوم بمرفأ بيروت عاصمة لبنان الذي يشهد في السنوات الأخيرة أزمة إقتصادية حادة، اتسمت بتراجع غير مسبوق لقيمة عملته”الليرة اللبنانية” بانخفاضها إلى ما دون 40مليون دولار، ما أدى إلى إغراق نصف الشعب في فقر مضقع، بصرف أعداد هائلة من الموظفين من مناصبهم، وجعل الكثير من العائلات محدودة الدخل تعيش حياة يومية صعبة.
البنوك والمصارف حّددت من بيع العملة الخضراء خشية إنخفاض احتياطات الصرف بالعملات الأجنبية.
في 17 أكتوبر الماضي أعلنت الحكومة اللبنانية فرض رسوم مالية على الاتصالات المجانية التي تتم عبر تطبيقات المراسلات الإلكترونية ما فجر غضب الشعب الذي خرج للشوارع معربا عن رفضه التام لما يحدث في البلاد، آلاف خرجوا منددين بتغيير الطبقة السياسية برمتها.
وفي أفريل المنصرم أعلن رئيس الحكومة اللبناني أن بلاده تطلب الدعم من صندوق النقد الدولي، وفي ماي الفارط تم توقيف الكثير من المصرفيين بتهمة التلاعب والمضاربة بسعر الصرف، وفي جوان توجه وزير الخارجية الفرنسي إلى السلطات اللبنانية بقوله”ساعدونا كي نساعدكم” فأثناء زيارته للبنان تفاجئ بعدم استجابة السلطات للأزمة الراهنة، فقال إن هذا البلد على حافة الهاوية إن لم تتخذ السلطة إجراءات سريعة لإنقاذه .
وفي الثلاث من أوت الراهن قدم وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتيِ استقالته بسبب خلافات مع الحكومة، كما أعرب عن تخوفه من تحول البلاد إلى “دولة مارقة” جراء الأوضاع التي تسير نحو الأسوء.
وما زاد الطينة بلة هو الانفجار الذي أتى على العاصمة بيروت مخلفا كارثة حقيقة صنفت على إثرها المدينة مدينة منكوبة ب300 ألف شخص بلا مأوى ، فيما هرعت فرنسا إلى تقديم مساعداتها ب3طائرات محملة بمساعدات طبية ومسعفين متجهة إلى لبنان فيما سيحل الرئيس الفرنسي غدا على العاصمة بيروت، فهل للزيارة تحليل آخر؟ خاصة وأن لبنان بحاجة ماسة المساعدات الإنسانية، في حين يرى المعارضون في لبنان الحدث من منظور مختلف وينتظرون انفراج الأزمة السياسية ورحيل حكومة ميشال عون الحالية مجبرة لا مخيرة بعد ما اعتبر الكثير أن الانفجار في مرفأ المدينة حادثا مفتعلا سيأتي على ما تبقى من انهيار اقتصاد البلاد.